الانتحار في المغرب .. أسباب متعددة و”ظاهرة” تتفاقم
خشية كبيرة باتت تحيط بسكان المغرب نسبة لاتفاع حالات الانتحار في مدن مختلفة أنحاء المملكة، حيث سجلت الدوائر الرسمية في شهر فبراير الماضي ثلاث حالات انتحار في يوم واحد، وذلك في مدنتي برشيد وسطات (شمال البلاد).
وتناول مواطن مغربي السم في شهر فبراير الماضي فيما أقدم آخران على شنق نفسيهما، وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية، الأمر الذي بات يدعو إلى القلق من تحول الانتحار إلى “ظاهرة”.
البرلمان يناقش الظاهرة
وقامت نائبة برلمانية بمناقشة قضية الانتحار في المغرب، على إثر تسجيل مدينة شفشاون (شمال) حالات عديدة للانتحار في آخر ثلاثة أعوام.
وحذرت مريمة بوجمعة، النائبة البرلمانية عن حزب “العدالة والتنمية” (قائد الائتلاف الحكومي)، من ارتفاع عدد حالات الانتحار في شفشاون.
كما قامت جمعية “ابتسامة رضا”، وهي جمعية غير حكومية، بالتحذير من ظاهرة الانتحار في المغرب سيما لدى أوساط الشباب اليافعين والمراهقين.
وأطلقت الجمعية، حملة للتحذير من خطر الانتحار وللوقاية منه، وذلك خلال شهر فبراير الماضي، قائلة، إن أعداد الشباب الذين يواجهوت بصعوبات كبيرة للتعامل مع مشاكل المراهقة، يدفعهم هذا الأمر إلى الإنغلاق، مما يحدث خللاً في التواصل معهم، فيضاعف ذلك في تفكيرهم بالانتحار.
قلق بالغ
أما مرصد الشمال لحقوق الإنسان (غير حكومي)، فقد قال إنه يتابع بقلق بالغ ارتفاع عدد حالات الانتحار في المغرب ، التي يعرفها إقليم شفشاون، خلال السنوات الأخيرة.
وهاجم المرصد في بيانه الأخير، ما اسماه بصمت السلطات المركيزة والمحلية والجماعات تجاه هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أنها تمس أهم حق في منظومة حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة.
تعدد الأسباب
ويقول الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، إن “أسباب ارتفاع ظاهرة الانتحار متعددة ومعقدة ومترابطة، وتتعلق بما هو ذاتي واجتماعي واقتصادي وقيمي”.
ومضى الشعباني في القول بحسب وكالة (الأناضول) للأنباء: “الأسباب الذاتية تتمثل في مشاكل سلوكية وأمراض نفسية وعقلية، تجعل الفرد هشًا ويميل إلى فرضية الانتحار، ويعتبرها خلاصًا”.
وزاد “أمراضا نفسية عديدة جاءت نتيجة مشاكل اجتماعية، في ظل وجود صعوبات في المجتمع لمساعدة الأشخاص على الاندماج”.
اضطرابات نفسية
وكانت هنالك تصريحات مثيرة للجدل، لوزير الصحة المغربي أنس الدكالي، في العام 2018م قال فيها في ذلك الوقت إن قرابة الـ40% من سكان المغرب، أي (نحو 9.6 مليون من أصل حوالي 24 مليون) يعانون من أمراض عقلية ونفسية متعددة”.
وذكر الدكالي، أن هنالك 26% مصابون بالاكتئاب، و 9% يعانون من اضطرابات القلق، أما بقية النسبة فهم يعانون من الفصام.
وأقر بأن “العرض (الوضع) الصحي الحالي غير كافٍ لمعالجة الجميع، في ظل وجود 36 مؤسسة استشفائية بقدرة 2232 سرير، إضافة إلى وجود 290 طبيبًا نفسانيًا و1069 ممرضًا، فيما بلغت ميزانية الأدوية النفسية 90 مليون درهم (9.5 مليون دولار أمريكي)”.
أعداد الانتحار في المغرب
وكانت منظمة الصحة العالمية، نشرت تقريرًا في سبتمبر من العام الماضي، أشارت من خلاله إلى أن المملكة المغربية ضمن مقدمة البلدان العربية والإفريقية تسجيلًا لحالات الانتحار في العام 2016م.
ومضى التقرير: “حلت مصر في المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية التي سجلت أعلى معدلات الانتحار بـ3799 حالة، متبوعة بالسودان بـ3205 حالات، ثم اليمن بـ2335 حالة، تلتها الجزائر فالعراق والسعودية ومن ثم المغرب بـ1014 حالة انتحار”.