البنات الست .. مطعم في غزة لشاب فلسطيني تيمنًا ببناته

مطعم لبنات الست في قطاع غزة
0

مطعم البنات الست في قطاع غزة لشاب فلسطيني يدعى داوود البوجي، أنشأه فور تخرجه من الجامعة بتخصص فني أسنان هربًا من شبح البطالة قبل قرابة الـ20 عامًا، يقدم لزبائنه الوجبات السريعة من تميس وخبز في منزله.

حيث استقر الحال بالبوجي بالمطعم بعدما تنقل من عمل لأخر، لكن احترافه في صناعة المخبوزات والحلويات بمختلف أنواعها دفعه لهذا المشروع الناجح.

مرض الغضروف

وبحسب موقع تلفزيون (العربي الجديد) أصيب داوود البوجي بمرض الغضروف الذي حرمه من العمل في العديد من المهن، خاصة تلك التي تحتاج إلى أحمال وحركة من دون انقطاع أو راحة.

فالتجأ إلى افتتاح مشروعه الخاص الذي أطلق عليه اسم البنات الست ، بعدد بناته الست اللواتي يشاركنه في العمل بالمطعم بكل حب واجتهاد.

المطعم الأول من نوعه

ما يميز مشروع الشاب البوجي أنه المطعم والمخبز الأول من نوعه داخل منزل صغير، وسط مخيم الشاطئ للاجئين، حيث اقتطع غرفتين من منزله ليحولهما إلى مطعم حقيقي، بكل محتوياته وأدواته.

ويستقبل البوجي طلبات زبائنه عبر الهاتف، بالاستعانة ببناته وزوجته اللواتي يشاركنه في إعداد المخبوزات على اختلاف أنواعها.

تحفيز بناته

ويبدي اللاجئ البوجي، في حديثه سعادته لمشاركة بناته الست اللواتي يقفن إلى جانبه في كل تفاصيل العمل، ويقوم هو وزوجته بتوزيع المهام عليهن، وفق المهمة التي تناسب عمر الطفلة، والقدرة الجسدية لكل واحدةٍ منهن.

ولتحفيز بناته، التي تبلغ من العمر أكبرهنّ، مريم، 14 عاماً وأصغرهنّ، أمل، ثلاثة أعوام، قام البوجي الذي يناديه زبائنه بـ”أبو مريم” بتسمية مطعمه البنات الست .

وزيّن البوجي المطعم بالأحرف الأولى من أسمائهن، إذ هو يفخر بتدريبهن وتعلميهن كل تفاصيل العمل، حتى يصبحن ماهرات في تقديم أفضل وأشهى الوجبات للزبائن.

مشروع تعاوني

ورغم أن الزوج هو الشيف الأول للمطعم، إلاّ أنّ زوجته “أم مريم” تقف إلى جانبه في إعداد الوجبات وتلبية طلبات الزبائن، وتجهز له أنواع الخلطات التي يقوم بتحديد مقاديرها لكل وجبة، وقد أبدت سعادتها بهذا المشروع، وعبرت عن أملها أن تصل منتجاته إلى كل محافظات قطاع غزة.

ولا تتأفف “أم مريم” من كون المطعم قد اقتطع جزءاً ليس صغيراً من بيتها، وقالت: “الجميل في مشروعنا أنه تعاوني بين زوجي وبناتي اللواتي لهن مهمات تناسب أعمارهن”.

وتسعى زوجة البوجي (34 عاماً) إلى التوفيق بين مهمّاتها المنزلية وتلبية احتياجات بناتها المدرسية وغيرها، عبر جدول منظم تضعه على الحائط، وتضيف: “حياتنا تسير عبر جدول منظم ومحدد للدراسة والنوم والطعام والعمل، وأسعى دائماً للتجديد والتحديث حتى لا تشعر بناتي بالملل”.

المطعم يلقى الاستحسان

ولاقى المطعم، الذي جهزه البوجي وزوجته بأحدث المعدات، استحساناً وإقبالاً من الزبائن بشكل لم يتوقعانه، ولا يزال البوجي يعكف على تطوير وتحسين منتجاته لتناسب كل أذواق الزبائن وتلبيتها بشكل سريع.

تبدو مرام، الطفلة الأوسط للفلسطيني البوجي (12 عاماً)، كأنها محاسبة في أحد المطاعم الكبيرة وهي تستقبل عبر الهاتف النقال طلبات الزبائن واستفساراتهم، وتستمع بشغف لملاحظاتهم.

كانت تبدو سعيدة بمشروع والدها وأخواتها، كونه فريدا من نوعه، وقالت: إنها تحاول وأخواتها التوفيق قدر الإمكان بين الدراسة والعمل مع والدها”، وأكدت أن أخواتها من المتفوقات في مدارسهن، وتأمل أن تكمل دراستها وأن تتخرج من الجامعة بتخصّص المحاسبة.

أما رؤى (13 عاماً)، فهي تبدو ماهرة في تقليب المخبوازت داخل الفرن بمساعدة ومساندة والدها، وتؤكّد أنّها تحب هذا النوع من العمل وتحبّ التخصّص في عملها من أجل تقديم مخبوزات شهية للزبائن تزيد من إقبالهم عليها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.