وقف إطلاق النار في إدلب .. الحد من نزيف الدماء

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين / Fox News
0

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي، توصلهماإلى اتفاق يقضي وقف إطلاق النار في إدلب، عقب توقيعهما على مذكرة تفاهم من شانها أن توقف نزيف الدماء ولو إلى حين.

في وقت رحبت فيه المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، خلال مؤتمر صحفي عقدته في مكتب الأمم المتحدة في جنيف باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي تم التوصل إليه بين الرئيس التركي ونظيرة الروسي في موسكو.

وشددت بيرز على ضرورة استمرار إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين دون انقطاع، الأمر الذي يشير إلى أن أحوال السكان المدنيين الذين ظلوا يعانون طوال الأشهر الأخيرة الماضية سيجدون متسعًا من الطمأنينة عقب قتال عنيف تسبب في سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء.

توقف آلة الحرب في إدلب

يقول المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، في تصريحاته لموقع (عربي21) اليوم السبت: “إن أهم إيجابيات المذكرة التركية الروسية الأخيرة، “وقف آلة الحرب، والحد من نزيف الدماء السورية والتركية أيضًا”، وذلك في إشارة منه إلى مقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب.

وأضاف أن “آلة قتل النظام تسببت بتدمير إدلب وتهجير مئات الآلاف من السكان نحو مناطق حدودية مع تركيا“، مشيرًا في هذا الصدد إلى “تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السكان في إدلب لا علاقة لهم بالإرهاب”.

أما الكاتب الصحفي والناشط السياسي، عمار جلو، يتفق مع حديث سابقه في أن إحدى أهم إيجابيات المذكرة التفاهمية الأخيرة، هي وقف إطلاق النار، ما يعني الحفاظ على دماء السوريين.

الحدود التركية

وكانت الرئاسة التركية، قد نقلت الجمعة، عن أردوغان، قوله، إن “اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب يحمي الحدود التركية، ويمهد الأساس لإعادة الأوضاع في المنطقة لطبيعتها، ويضمن الأمن للقوات والمدنيين”.

وأضاف: “كان بمقدور أمريكا أن ترسل معدات عسكرية إلى إدلب إن لم يبرم اتفاق وقف إطلاق نار، لكن لم نتلق دعما حتى الآن”.

ترتيب الأوراق

وقال يوسف كاتب أوغلو، إن التفاهم يعطي لتركيا المزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية أولا، ومن ثم مراجعة الحسابات لمنع خسارة جزء من علاقاتها الاستراتيجية مع الروس أو مع غيرهم.

وكذلك، “يعطي التفاهم الوقت لتركيا، لمراجعة حساباتها التكتيكية والعسكرية، بما في ذلك التنسيق مع المعارضة السورية المسلحة وترتيب صفوف الأخيرة”، وفق كاتب أوغلو.

وقف إطلاق النار في مصلحة السوريين

وقال الباحث في الشأن السوري، أحمد السعيد، لـ”عربي21″ إن “التفاهم الأخير جنّب المنطقة تبعات نزاع عسكري، كان من المحتمل أن يشمل المنطقة برمتها”، وذلك في إشارة إلى التوتر بين أنقرة وموسكو.

وقال: “ما يهمنا كسوريين وقف إطلاق النار، وليس حربا إقليمية أو دولية على أرضنا، لأن الخاسر حكما سيكون الشعب السوري”.

مقبرة جماعية

وأدى تفاقم الأوضاع الإنسانية في منطقة إدلب إلى خروج العديد من الأصوات المحذرة من استفحال الأزمة الإنسانية، وهاهي الأمم المتحدة تقول في إحدى تقاريها أنها تخشى من تحول مدينة إدلب إلى مقبرة جماعية في حال استمرار عمليات القتال، مؤكدة على أن عدد المدنيين الذين فروا من الحرب في سوريا خلال الأسابيع العشرة الماضية أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ بداية الحرب قبل نحو تسع سنوات.

وقال ينس لاركيه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “إنها أسرع عمليات النزوح نموًا التي شهدناها على الإطلاق في البلاد” وأضاف أن نحو 700 ألف فروا منذ ديسمبر أغلبهم من النساء والأطفال

وفر قرابة مليون مدني من منازلهم منذ شهر ديسمبر الماضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.