الدبيبة يؤجل زيارته إلى بنغازي فما هي الأسباب؟
قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة تأجيل زيارته إلى بنغازي، التي كانت مقررة اليوم الاثنين، على خلفية خلافات بروتوكولية.
وتعود الخلافات البروتوكولبة التي أجلت زيارة الدبيبة إلى بنغازي بحسب المصادر، إلى أن مطار بنينا في بنغازي، كان يتوقع قدوم طائرة من طرابلس، وعلى متنها فريق حكومي تابع لجهاز المراسم والتشريفات وعاملين في ديوان مجلس الوزراء، بحسب البيان.
إلا أن المعنيين في مطار بنينا تفاجئوا بعد وصول الطائرة أنها تقل على متنها 87 عنصراً من ميليشيات المنطقة الغربية، وأغلبهم مسلحون، كما أنهم رفضوا إظهار وثائقهم الثبوتية، والتخلي عن أسلحتهم، والسماح لأمن المطار بتفتيش حقائبهم.
كما أن المسلحين طالبوا بتسليمهم صالة كبار الزوار في مطار بنينا، ليشرفوا على استقبال الدبيبة والوفد الحكومي، الأمر الذي استفز السلطات المحلية في بنغازي، ولاحقاً تم إعادة الطائرة، ومن كانوا عليها إلى طرابلس.
السلطات في بنغازي اعتبرت ما جرى استفزاز وإهانة للجيش الوطني الليبي إذ سبق وأن استقبلت المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ومساعديه، وأغلب أعضاء الحكومة، وأمنت لهم الحماية الأمنية الكاملة ولم تسجيل أية خروقات أمنية، فما الحاجة هذه المرة إلى هذا العدد من ميليشيا النواصي وجهاز دعم الاستقرار المشكل من قبل حكومة الوفاق الغير شرعية؟.
مصدر من الجيش الليبي علَّق على تأجيل زيارة الدبيبة وما حدث قائلاً: “إرسال طائرة محملة بالعشرات من حراس الأمن والحماية لوضع الترتيبات الأمنية لهذه الزيارة فيها تشكيك بالوضع الأمني بمدينة بنغازي وفي قدرة سلطاتها الأمنية والعسكرية على تأمين الوفد الحكومي، وهي مسألة حساسة”.
وتابع المصدر أن “هذه الخطوة تعني أن بنغازي غير آمنة وهذا غير صحيح، حيث تم سابقاً استقبال وزراء من الحكومة وتأمين كافة تنقلاتهم”.
يبدو أن الدبيبة بعد تصريحاته الأخيرة المسيئة للجيش الوطني الليبي والمبطنة ومواقفه من الاتفاقيات مع تركيا أدت إلى تأزيم الوضع بين الشرق والغرب الليبي، إلى جانب هجوم تنظيم الإخوان الأخير على وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التي دعت إلى سحب القوات الأجنبية من بلادها.
الجدير بالذكر أن الدبيبة استفز الجيش الليبي وأتباعه في الشرق نهاية الأسبوع الفائت، أثناء لقائه مع مجموعة من شباب المنطقة الشرقية، الذين يصفون أنفسهم بـ “المهجرين من ديارهم”، بأحد مقاهي العاصمة طرابلس.
إذ قال الدبيبة أن “مدينة بنغازي ستعود إلى الوطن وشبابها أيضاً سيعودون إلى الوطن”، وهو ما عدَّه أبناء بنغازي تصغير لمدينتهم ونكران لدور الجيش في تخليصها من الإرهاب.