الطفل نبيل .. ولادة قبل الانفجار بدقائق معدودة

الطفل نبيل في أحضان والده عقب الانفجار \ وسائل تواصل
0

بعد حوالي ربع ساعة من خروجه من بطن أمه، صرخ الطفل نبيل صرخته الأولى التي ما لبث أن أكملها حتى تبدلت سعادة والديه بمقدم ابنهما الأول إلى كارثة ستظل عالقة في أذهانهم لن تمحى بتلك السهولة.

إذن هي أول ربع ساعة في حياة الطفل نبيل على ظهر الأرض، ومن ثم حل الدمار والخراب من حوله، لكنه نجا بإعجوبة رفقة والديه من الإنفجار الذي ضرب العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء الماضي.

والدته كريستال صوايا لم تحمله وتضمه إلى صدرها في لحظاته الأولى كما بقية الأمهات، فبعد 15 دقيقة من ولادة نبيل، وقعت الكارثة، التي طالت مستشفى القديس جاورجيوس (الروم)، في بيروت، فكان الانفجار الأعنف في تاريخ بلد يإن تحت وطأة أزمات خانقة.

فبعد مخاض عملية الولادة التي عانت منها كريستال، تكسرت الواجهة الزجاجية للغرفة، وتسببت قوة الانفجار في ابعاد زوجها جاد حتى آخر الغرفة، ليتطاير الزجاج والحديد إلى سرير الطفل، لكنهم نجوا من الكارثة.

لم نهنأ بلحظة ما بعد الولادة

ووفقًا لموقع تلفزيون (العربي الجديد) قصّ الوالد جاد تفاصيل الكارثة التي حدثت عقب الولادة مباشرة، قائلًا: ” بعد الولادة وحينما دخلت إلى غرفة كريستال، حل انفجار هائل. حقيقة لم نهنأ بلحظة ما بعد الولادة. وبعد وقوعي أرضًا ذهبت لاتفقد زوجتي وابني. كريستال كانت مصابة برضوخ متعددة في جسدها، وتعاني من آلام حادة في الظهر، وجروح ملأت وجهها وجبينها وراسها”.

ويؤكد جاد أن الإصابة الأكثر ضررًا لزوجته كانت غصابة نفسية، حيث تعاني من الكوابيس وهي بالكاد تنام وحديثها أصبح قليلًا جدًا على غير عادتها المرحه.

ويتسائل: “كيف يصبح حالها وهي خرجت لتوها من الولادة الاولى، ومن ثم تدخل في تلك التجربة المأساوية؟”.

الطفل وزوجتي أبطال

ويكمل الوالد جاد وقائع قصتهم بعدما خرجوا من المستشفى ومن ثم وجدوا دمارًا كبيرا وزحمة في الطرقات، لكنهم تمكنوا بعد معاناة من الوصول إلى منطقة ضهر العين في الكورة، شمال لبنان.

ويضيف أنهم مكثوا ليلة أخرى في مستشفى المنطقة، قبل أن تعود زوجته إلى أهلها، مكملًا: “إنها فعلاً صدمة ومأساة كبيرة، وزوجتي بطلة بكل ما للكلمة من معنى”.

ويمضي في حديثه ليؤكد أن منظر ابنه وهو غارق في الزجاج والحديد ولم يرف له جفن أو يصدر عنه صوت، لن ينساه طوال حياته، فهذا المنظر لا يزال إلى اليوم يسبب لنا الرعب والقلق على صحة الطفل.

جاد رفقة ابنه نبيل \ وسائل تواصل

صحة الطفل نبيل

ويشدد والد الطفل نبيل أن لحظة الانفجار كانت مرعبة للغاية، وأنه تفقد ابنه حينها ليجده يتنفس بصورة طبيعية، وقام باحتضانه، وحاول حمياته خشية وقوع انفجار آخر.

وأوضح أنه بعد الحادثه وحتى اليوم يتواصل مع عدد من الأطباء بشكل يومي حتى يطمئن أكثر على صحة الطفل، مؤكدًا على أنه بخير وصحة جيدة ويتجاوب بصورة طبيعية.

إشارة من الرب

وبقلق شديد يؤكد جاد أنه بات مرعوبًا من فكرة حماية أفراد عائلته الصغيرة بعد ذلك الحادث، مؤكدًا أن نجاتهم تعد إشارة من الرب.

ويضيف: ” أحمد الله أن زوجتي بخير والطفل كذلك، لكننا بتنا لا نثق في الدولة وثقتنا فقط ستكون على إرادة ربنا، وأمنيتي باتت في أن نحظى بمستقبل جيد داخل لبنان أو خارجه، وإذا لم نقدر على الصمود هنا، سنضطر إلى الهجرة، حتى يعيش أطفالنا بوضعية أفضل ولا يعانوا ما عنيناه”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.