قائد السفينة التي أحضرت المواد المتفجرة يكشف المثير عن انفجار بيروت

سفينة شحن ترسو بمرفأ بيروت (إرشيفية) \ Select News 91
0

كشف قائد السفينة التي كانت تحمل المواد المتفجرة (نترات الأمونيوم) إلى مرفأ بيروت، كثير من التفاصيل المتعلقة بالانفجار الذي هز أركان العاصمة اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي.

ونقل موقع (عربي بوست) تصريحات قائد السفينة التي أدلها بها للمرة الأولى لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، والتي أكد خلالها أنه شعر برعب حقيقي حينما شاهد ذلك الانفجار الهائل، حسب قوله.

قائد السفينة التي حوت على المواد شديدة الانفجار، روسي الجنسية، يدعى بوريس بروكوشيف، أكد بأن المسؤولين اللبنانيين ارتكبوا خطئًا جسيمًا بتركهم السفينة على المرفأ وبداخلها مواد شديدة الانفجار (نترات الأمونيوم) حيث توجب عليهم نشرها في الحقول، قاطعًا بأنه كان يعتقد أن السفينة غرقت في العام 2015 أو 2016، وأنه شعر بالمفاجأة لتأخر الانفجار طوال هذه المدة.

الشحنة متوجهة إلى موزمبيق

وقال قائد السفينة، إن مسار الرحلة التي كان من المفترض أن تقطعها من ساحل البحر الأسود في العام 2013، لنقل شحنة تزن 2000 طن من نترات الأمونيوم إلى موزمبيق لحساب رجل أعمال روسي يدعى إيغور غريتشوشكين.

وكشف بروكوشيف بأن السفينة اضطرت على التوقف في تركيا جراء خلافات حدثت مع البحارة السابقين على قيمة المبلغ الذي سيتقاضونه، ليتم التعاقد معه حتى يوصل الشحنة من تركيا إلى موزمبيق ويتسلم حينها مبلغ مليون دولار.

التوقف في بيروت

ويقول مكتب محاماه في لبنان تابع للشركة، إن الشحنة التي تحوي المواد المتفجرة كانت تتوجه غلى موزمبيق حتى تستخدم في صناعة المتفجرات.

ويؤكد القبطان الروسي بأن المالك طلب منه أن يتوجه إلى مرفأ بيروت بسبب عدم تمكنه من دفع ما عليه من أموال عند مروره بقناة السويس، وطلب منه أن يحمل شحنة أخرى تحوي آلات على أن يوفر الأموال لعبور قناة السويس، مؤكدًا على أن السفينة رست بمرفأ بيروت بعد شهرين من إبحارها من جورجيا.

السفينة قديمة

واوضح قائد السفينة أنه عقب وصوله لبنان عرف بأن السفينة غير قادرة على شحن حمولة الآلات نظرًا لكونها قديمة وعمرها يتراوح ما بين 30 إلى 40 عام فبالتالي لن تقدر على حمل هذا الوزن من الآلات.

ويمضي القبطان في روايته مؤكدًا أن المسؤولين اللبنانيين عرفوا بأن السفينة غير قادرة على الإبحار لذا قاموا باحتجازها حتى يتم سداد الرسوم التي عليها، وأنه وطاقمه العامل بالسفينة حاولوا الاتصال بمالكها من أجل أن يؤمن لهم المال والوقود والمواد الغذائية، لكنهم لم يتمكنوا من التواصل معه، قائلًا: ” من الواضح أنه ترك السفينة التي قام باستئجارها”.

الشحنة لم ترعب المسؤولين

وأكد قبطان السفينة في روايته للصحيفة الأميركية أن ستة من أفراد الطاقم تمكنوا من العودة إلى أوطانهم، إلا أنه ظل داخل السفينة رفقة ثلاثة آخرين حتى يتم دفع الرسوم.

ويقول بروكوشيف إن قوانين الهجرة اللبنانية منعته هو وطاقمه من مغادرة السفينة، وظلوا في وضعية صعبة لعدم توفر المواد الغذائية وحاجيات أخرى مهمة.

وأوضح أن بعض المسؤولين في الميناء أشفقوا على حالة طاقمه الجائع وقدموا لهم الطعام، إلا أنهم لم يعبروا أبدًا عن خوفهم أو رعبهم من الشحنة التي تتواجد داخل السفينة كونها خطرة للغاية، مضيفًا: “كانوا يريدون المال في ذلك الوقت فقط”.

إطلاق سراح طاقم السفينة

ويؤكد قائد السفينة أن تلك القضية لفتت انتباه وسائل الإعلام في أوكرانيا حينما قالت بأن هنالك رهائن تم حجزهم داخل سفينة شحن قديمة، ليقوم القبطان ببيع وقود السفينة حتى يستخدمه لتكليف محامي يدافع عنهم، إلى أن أصدر القضاء اللبناني حكمًا بإطلاق سراح طاقم السفينة في العام 2014 لأسباب إنسانية، وتم نقل شحنة المتفجرات الهائلة إلى العنبر رقم 12 ومكثت هنالك إلى أن انفجرت يوم الثلاثاء الماضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.