العراق .. أزمات متجددة وفصائل مسلحة تستعد للحرب

فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بالخروج الفوري للقوات الأميريكية \ The New York Times
0

لا يزال المشهد السياسي في العراق يشهد أزمات عدة، فمنذ إعلان تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة، والمشهد العراقي   يشهد انقسامات متعددة من شأنها أن تقود الزرفي إلى الفشل حاله حال سابقة.

حيث يطرح الإعلان المشترك لثماني فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران اعتبار القوات الأميركية البالغ عديدها قرابة الستة آلاف عسكري قوات احتلال والتهديد بمهاجمتها، تساؤلات عدة بشأن جدية الإعلان ومدى إمكانية بدء تنفيذها هجمات مسلحة على القواعد والمعسكرات التي توجد فيها القوات الأميركية.

تهديد للقوات الأميركية

ومساء أول من أمس السبت، أصدرت ثماني فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران بياناً مشتركاً هو الأول من نوعه، قالت فيه إنها قررت معاملة القوات الأميركية كقوات احتلال، مهددةً بأنّ ردها مجتمعة لن تتحمله هذه القوات.

وأضاف البيان، أنه “بعد قرار البرلمان بالخروج الفوري للقوات الأجنبية، ومن ثمّ استجابة الحكومة لذلك، وما أعقبه من تظاهرات تطالب بخروج تلك القوات، وجدنا بالدليل القاطع أنّ القوات الأميركية ازدادت عتواً وطغياناً، وقامت بمزيد من الاعتداءات.

وأكدت هذه الفصائل رفضها في البيان ذاته رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي الذي وصفته بأنه “مرشح الاستخبارات الأميركية”، مطالبةً نواب البرلمان بـ”إفشال المؤامرة الأميركية”.

تهديد أمن إيران

وفي الوقت الذي أقرّ فيه عضو بارز في تحالف “الفتح” البرلماني (الجناح السياسي للحشد)، بأنّ بيان الفصائل الثماني يأتي “متماشياً” مع طروحات قائد “فيلق القدس” الإيراني، إسماعيل قاآني، في زيارته الأخيرة إلى العراق، والتي اعتبر فيها وصول منظومة “باتريوت” إلى العراق واستمرار الوجود العسكري الأميركي تهديداً مباشر لأمن إيران القومي، وفقًا لموقع (العربي الجديد).

وأشارت مصادر سياسية في بغداد إلى أنّ “البيان خلق انقساماً واضحاً داخل معسكر القوى السياسية الشيعية الرافضة تكليف عدنان الزرفي تشكيل الحكومة”.

رد قاسي

في السياق، قال عادل الكرعاوي، المتحدث باسم مليشيا “الأوفياء”، وهي إحدى الفصائل الموقعة على البيان، إنّ “الفصائل حالياً لا تنوي شنّ أي هجمات على القوات الأميركية، لكن إذا أقدمت تلك القوات المحتلة على أي فعل، فسيكون لهذه الفصائل ردّ قوي وقاسٍ هذه المرة، يختلف عن الردود السابقة، ورسائل المقاومة كانت واضحة للقوات المحتلة، ونحن جاهزون لأي طارئ مهما كان”.

وأضاف الكرعاوي أنّ “القوات الأميركية ما زالت تراقب مقرات الفصائل من خلال الطائرات المسيرة بشكل مستمر، كما عزّزت وجود قواتها في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، وكذلك في قاعدة الحرير في أربيل، ونصبت منظومة دفاع جوي متطورة، وهذا يدلّ على أنها تخطط لشنّ هجمات على الفصائل، وأيضاً تنفيذ اغتيالات ضدّ قيادات عراقية”.

قوات محتلة

بدوره، قال النائب عن تحالف “الفتح”، كريم عليوي، إنّ “القوات الأميركية في العراق هي قوات محتلة تزيد من أزمات البلد، وهناك شرعية قانونية لاستهدافها من قبل فصائل المقاومة، خصوصاً أنّ بقاءها يهدد الفصائل والشعب، لما لديها من مخططات عدائية ضدّ العراق والعراقيين”.

وأوضح عليوي أنّ “الفصائل في الوقت الحاضر لا تريد إحراج الحكومة العراقية، ولهذا هي لا تريد شنّ هجمات عسكرية على القوات الأميركية المحتلة، لكنها سترد بشكل قاسٍ إذا أقدمت الولايات المتحدة على استهداف أي فصيل أو قيادي، فهذه الفصائل لها القدرة والإمكانية على فتح جبهة مع واشنطن”.

طابع سياسي

من جهته، اعتبر الخبير في الشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، البيان الصادر عن الفصائل المسلحة بأنه “ذو طابع سياسي أكثر من كونه عسكرياً أو حربياً”.

وأضاف الحمداني أنه لا يستبعد أن يكون البيان “نتاج أحد تخبطات إسماعيل قآاني في إدارة الملف العراقي، ذلك لأن الولايات المتحدة تنتظر الآن مثل هكذا خطوات من الفصائل المرتبطة بإيران، حتى تردّ بشكل أكثر عنفاً، بغطاء قانوني، ولتؤكد أنّ الحكومة الحالية مسلوبة الإرادة وخاضعة لسطوة المليشيات المرتبطة بإيران”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.