العملية التركية في إدلب..امتصاص لغضب الشارع في أنقرة
مثلت العملية التركية التي شنها الجيش على قوات النظام السوري في إدلب، ترياقا امتص غضب الشارع في أنقرة ، وفق ما جاء في موقع “الجزيرة نت“.
وكانت الشرارة الأولى هي حادثة مقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب التي أثارت موجة غضب في الشارع التركي، الذي طالب حكومته بالرد الحاسم.
وسرعان ما استجابت القيادة التركية للمطالب الشعبية، وبدأت تحركا عسكريا ضد قوات النظام السوري، منفذةً الضربات تلو الضربات؛ حتى أعلن رسميا وزير الدفاع خلوصي أكار اسم “درع الربيع” على العملية التركية التي نفذتها أنقرة في إدلب، مما أثار جوا من الارتياح على المزاج التركي العام.
وكشف أكار في تصريحات صحفية أن العملية التركية مستمرة بنجاح، لافتا إلى أنه “تم تحييد أكثر من ألفي عنصر تابعين للنظام، وتدمير طائرة مسيرة، وثماني مروحيات، و103 دبابات، منذ انطلاق العملية”.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشر تغريدة قال فيها “سنلقن درسا تاريخيا كل من يعتقد أنه قادر على حشر دولتنا في الزاوية”،.
تحذيرات
وأضاف أردوغان:”تركيا باتت تمتلك الكثير من نقاط القوة بإدلب، وعلى رأسها القوة العسكرية والحضور الواسع في شمال غرب سوريا، والعملية التركية التي نفذناها أكبر دليل”.
وحول العملية التركية العسكرية، قالت صحيفة “خبر ترك” إن أنقرة مصممة على صد نظام الأسد وردعه، رغم وجود عقبة وحيدة وهي المجال الجوي، موضحة أن “القوات التركية ستشن هجوما شديدا على أهداف للنظام السوري، إذا لم تنسحب من منطقة خفض التصعيد”.
ولفتت ” خبر ترك” إلى أن قوات النظام المتقدمة ميدانيا والقواعد التركية أصبحت متداخلة، لذلك فإن القوات التركية تحاول تحقيق أمن مناطق سيطرتها بالقصف المدفعي على المسافات القريبة، والمطلوب حاليا هو إبعاد قوات النظام عن القواعد التركية، وتخفيف الضغط عنها.
إدلب تحت الضغط
ودخلت طائرات حربية تركية من نوع إف 16 للمرة الأولى على خطوط المواجهة واستطاعت أن تسقط طائرتين حربيتين تابعتين للنظام السوري فوق منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكنت مناستخدام هذا السلاح من الممكن أن يقلب الموازين لصالح المعارضة، وفق خبراء عسكريين.
وكشف الخبير العسكري المقرب من الحكومة التركية أرطغرل بيرقدار للجزيرة نت “العملية التركية المسماة درع الربيع تعزز وجود الجيش التركي في إدلب للمحافظة على اتفاق سوتشي في سياق عزمه على إعادة قوات النظام إلى ما قبل النقاط التركية بالقوة”.
وتابع مضيفا أن تركيا تسعى “لتقليم أظافر” النظام وتجريده من التفوق الجوي، ويأتي ذلك من خلال إسقاط الطائرات والتشويش الإلكتروني ومنظومات الدفاع الجوي المتاحة، ويسهم تراجع حجم مشاركة سلاح الجو الروسي في الأمر.
ويقول الخبير العسكري أنه إذا جرى تحييد سلاح الجو السوري فسيكون ذلك تحولا وتوازنا في العملية العسكرية التركية، بدليل تحول المعارضة من التراجع والخسارات المتتالية إلى الهجوم.
وكشف بيرقدار أنه بحكم الجغرافيا المتلاصقة بين مسرح الأعمال القتالية والأراضي التركية، فإن ذلك يعد لصالح الجيش التركي ، إضافة إلى العنصر البشري الذي تمتلكه المعارضة السورية، منوها إلى أن تركيا نقطة ضعفها فقط الطيران.
تقنيات متقدمة لقصف إدلب
واختتم الخبير العسكري حديثه مشيرا إلى أن تركيا أدخلت تقنيات متقدمة وصواريخ دفاع جوي للمعارك في إدلب، كما تمتلك جبهة داخلية متماسكة وغطاء سياسيا ومقدرات عسكرية، وهذه كلها معطيات تقف لصالح الجيش التركي في حربها الحالية.