الفراغ السياسي في العراق.. إقصاء علاوي يُمهد لعودة عادل عبد المهدي
ظهرت أصوات سياسية في جمهورية العراق تنادي بتكليف رئيس الحكومة المستقيل، عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ثلاثة أشهر من استقالته .
ولا شك أن الفراغ السياسي الذي يحدث في العراق الآن ينذر بقيادة البلاد إلى المجهول، وهو الأمر الذي حذرت منه الكثير من الدول العربية .
ولم يعجب المجتمع الدولي فراغ البلاد من الحكومة الرشيدة التي تقود العراق إلى بر الأمان، حيث سارعت كل من العاصمة الأمريكية واشنطن والاتحاد الأوروبي عن ابداء قلقهم عن ما يحدث في العراق الآن .
البحث عن استقرار سياسي
وعلت المطالبات في الأيام القليلة الماضية من قبل الشارع بتعيين رئيس حكومة بعد استقالة محمد توفيق علاوي .
وتعتبر تلك المطالبات أو الأصوات السياسية هي عبارة عن تشكيل تحالف سني كردي مدعوم من إيران .
ويحتوى هذا التحالف على العديد من الكتل القيادية في العراق يتقدمهم ائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وتحالف القوى العراقية بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وفصائل مسلحة موالية لإيران”.
وبطبيعة الحال لم تخفي العديد من الأطراف السياسية في العراق هذه الخطوة ومن أبرزها تحالف النصر برئاسة حيدر العبادي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي و قوى كردية مختلفة بالإضافة إلى تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر .
وهذا الرفض يعتبر طبيعي للغاية في ظل الانقسامات التي تحدث في العراق، ويراه البعض نابع من رؤية هذا القوى المتمثلة في اعتقادها أن المرجعية الدينية لا تدعم تكليف عبد المهدي مجددا بمنصب رئيس الوزراء في البلاد .
وكان عبد المهدي قد استقال من منصبه في ديسمبر الماضي على خلفية ضغط الاحتجاجات المناهضة لحكومته التي اندلعت في الأول من أكتوبر .
وقال عبد المهدي في حينه إنه تقدم باستقالته بناء على رغبة المرجعية الدينية في النجف .
وجاء تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة في العراق بعد نحو شهرين فقط من استقالة عبد المهدي بحسب ما أورد ” الحرة “، لكنه فشل في ذلك بعد أن رفضت قوى سياسية عديدة المشاركة في جلسة البرلمان المقررة لمنحه الثقة .
وحسب ما أشار خبراء سياسيين في العراق فإن التحركات الرامية لعودة عادل عبد المهدي تنبئ بتفاقم الغضب الشعبي الذي أطاح بحكومته، وأيضا لانقسام سياسي جديد يلقي حسب مراقبين بظلال ثقيلة على العملية السياسية المتزعزعة الأطراف في العراق .
اقصاء علاوي
وتقول الكثير من القيادات السياسية في العراق بأن صراع الإرادة كان بارزاً في قضية إقصاء محمد علاوي بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي كان يُنظر له أنه المرجعية في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة، مع مقتدى الصدر الذي صرح في مقابلة أخيرا بانه يمثل المرتكز الأساس في تشكيلة الحكومات في العراق .
مواقف موحدة
ويجمع مراقبون على أن هناك حالة من الانسجام في المواقف، وبرزت هذه المواقف بين برهم صالح ومقتدى الصدر، ويبدو أنها لم تكن مرضي عنها من قبل بارزاني، وظهر هذا الانسجام ابتداء من دور كتلة الصدر النيابية “سائرون” في دعم ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية .
و وصل هذا الأمر إلى دعم الصدر الواضح لصالح، بعد التهديدات التي وجهتها القوات المسلحة في أعقاب لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب .