القومة للسودان .. حملة تبرعات تحمل معها الآمال لغدٍ أفضل

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك \ Yahoo News
0

سرعان ما هب السودانيون للمشاركة في حملة التبرعات التي أطلقها رئيس الوزاء عبد الله حمدوك والتي تحمل اسم القومة للسودان بهدف إنعاش الاقتصاد.

حيث وجدت المبادرة تفاعلاً واسعاً من القطاعات الشعبية المختلفة.

ووفق المنصات التفاعلية الخاصة بالمبادرة، التي انطلقت تحت شعار “حملة البناء والتعمير”، فقد تم جمع مليارات الجنيهات خلال ساعات قليلة من تدشينها، وهو ما أدى التفاؤل بنجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها.

تحويلات بنكية وهاتفية

وتعتمد مبادرة القومة للسودان منهج التحويلات المباشرة للمتبرعين داخل السودان وخارجه، عن طريق رقم حساب مصرفي موحد لكل البنوك التجارية والحكومية، وخدمة تحويل الرصيد عبر شركات الاتصالات “الهاتف المحمول”.

وسارع نجوم المجتمع السوداني ورجال الأعمال والمواطنون على جميع أطيافهم، بإعلان التبرع لحملة البناء والتعمير على صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرون أن المبادرة ستمكن من إنعاش الاقتصاد، وهو الشيء الذي يقطع الطريق أمام مخططات النظام البائد.

تقليص فجوة البلاد من النقد الأجنبي

واعتبر محمد الجاك الخبير الاقتصادي، أن مستوى التفاعل مع مبادرة البناء والتعمير، التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني، ينبئ بنجاحها في جمع مبالغ تنقذ الاقتصاد وتحسن الأوضاع المعيشية في البلاد.

وشدد الجاك على ضرورة أن تكون تبرعات السودانيين في الخارج بالعملات الصعبة، لأن ذلك سيكون له مردود كبير على تقليص فجوة البلاد من النقد الأجنبي.

وقال بحسب موقع (العين الإخبارية) “مثل هذه المبادرات معهودة وربما تكون نتائجها مضمونة إذا حظيت بالتفاعل الشعبي الكبير، وقد شاهدنا هذا النجاح في الجارة مصر؛ حيث مبادرة صبح على مصر بجنيه، وصندوق (تحيا مصر) اللذان ساهما في استقرار الاقتصاد المصري”.

ويرى الجاك ضرورة أن تصاحب حملة القومة للسودان ، تحركات أكثر قوة لاسترداد الأموال التي نهبها نظام الإخوان البائد، التي ستمكن من سد حاجة البلاد من النقد الأجنبي.

تحديات اقتصادية

وجاءت المبادرة بعد تفاقم الأوضاع المعيشية وحالة تدهور غير مسبوقة في الاقتصاد السوداني، وسط تضاؤل فرص الحل في ظل نقص موارد النقد الحر.

تلك الظروف القاسية، أقر بها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أثناء تدشينه المبادرة، قائلاً: “لا نكذب على الشعب، فنحن نعاني تحديات اقتصادية كبيرة ورثناها من النظام البائد وهي نتيجة سياساته وفساده”.

وحث السودانيين على التفاعل مع الحملة، وقال “كما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الآن مرة أخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد بعد عقود من الدمار والانهيار”.

مؤكداً أن معركة البناء والإعمار هي استكمال للخطى المجيدة التي مشى عليها الشعب السوداني في ثورته المستمرة، التي توجت بإسقاط النظام المخلوع.

ارتفاع التضخم

وتجلت الأزمة الاقتصادية السودانية في تصاعد معدل التضخم الذي تجاوز 70%، وارتفاع الأسعار، وتراجع قيمة العملة الوطنية الجنيه بشكل مريع، وسط نقص في الوقود والخبز.

وكانت الحكومة الانتقالية تعول على نتائج مؤتمر اقتصادي وكان من المقرر له شهر مارس الماضي، بجانب تبرعات من المانحين ولكن تم إرجاؤها بسبب جائحة كورونا.

انفراج نسبي

ورغم التفاعل الكبير مع حملة البناء والتعمير، فإن نتائج هذه الحملة تبدو غير مضمونة بالنسبة للخبير الاقتصادي عبدالعزيز أحمد، حيث يرى أن وسائل أخرى ستكون أكثر نجاعة في تحسين الأوضاع المعيشية في السودان، بينها استرداد الأموال من نظام الإخوان البائد.

وقال عبدالعزيز: “هذه المبادرة طيبة للغاية وستحدث انفراجاً نسبياً في الضائقة المعيشية، ولكن استرداد الأموال المنهوبة من النظام البائد ستحقق استقراراً كبيراً في الاقتصاد السوداني”.

ثقافة النفير

وتفاعل المثقفون وقادة الأحزاب السياسية بصورة لافتة مع المبادرة ووصفوها بالمهمة هزيمة لتطلعات نظام الإخوان البائد في حدوث انهيار اقتصادي في السودان.

وغرد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير على صفحته الشخصية بتويتر قائلا إن “هذه الحملة هي استدعاء لثقافة “النفير” التي عرف بها السودانيون، والواجب الوطني يفرض على الجميع أن يبذلوا ما في وسعهم لإنجاحها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.