المسلمون في إيطاليا .. مبادرات إنسانية للتخفيف من أضرار كورونا

المواطن الإيطالي من أصل مصري بهاء حوّل مطعمه لمقر لتوزيع المساعدات الجزيرة
0

بلا شك كانت إيطاليا إحدى الدول التي فتك بها وباء كورونا مخلفًا العديد من الأضرار في شتا مناحي الحياة، حيث عانى البلد الأوروبي أشد المعاناة خلال الأشهر القليلة الماضية ولا زال. وعلى الرغم من أن الجائحة هنالك لم تستثن صغيرًا أو كبيرًا، رجل أو امرأة، إلا أن المسلمون في إيطاليا أظهرت هذه الأزمة مدى معدنهم النفيس والمتكاتف مجتمعيًا، في زمنٍ لجأ فيه الغالبية إلى تأمين معاشه ومعاش أسرته.

وسلط موقع (الجزيرة نت) الضوء على عدد من المبادرات الإنسانية، وعمل الخير الذي قام به المسلمون في إيطاليا خلال الفترة الحالية للتخفيف عن الأضرار التي لحقت بالكثيرين سيما أصحاب الدخل المحدود، وتحديدًا من يعرفون بأصحاب “رزق اليوم باليوم”.

نحن إخوة

وببشاشة كبيرة، يقول بهاء، المواطن الإيطالي من أصول مصرية: “مرحبا بكم، نحن إخوة، لا تخجلوا في العودة لأخذ ما يلزمكم من مواد غذائية”. وجاء ذلك الحديث خلال تسليمه لسلة خضروات لسيدة مغربية في مطعمه، الذي قام بتحويله إلى مركز  يوزع من خلاله المساعدات الاجتماعية، بحي سان سالفاري، بزقاق برتولي بتورينو شمالي إيطاليا.

ومنذ العاشر من مارس الماضي، مع بداية الحجر الصحي في إيطاليا من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، والذي قاد إلى تعطيل الاقتصاد في إيطاليا، وتوقف عدد كبير من الإيطاليين عن العمل، قام كثيرون لتقديم المساعدات الغذائية للفئات الضعيفة، ومن ضمن هؤلاء عدد من المسلمين في إيطاليا وجمعيات خيرية ممتدة في البلاد.

فتح مطعمه مجانًا

الشاب الأربعيني بهاء، هو ومجموعة من اصدقائه شكلوا مبادرة أطلقوا عليها “مجموعة شباب الخير”، وهي مكونة من أفراد الجالية العربية وإيطاليين، هدفها التعاون مع الفئات الضعيفة لتقديم مواد غذائية أساسية (الأرز، والدقيق، والزيت، والسكر، والحليب …)، إضافة إلى خضراوات وفواكه لعدد من الأسر الإيطالية والعربية والمهاجرين من أصول أخرى، ممن هم في أمس الحاجة للمساعدة.

كما قام بهاء بفتح مطعمه مجانًا لتوزيع أصناف “الشاورما” لجيرانه في الحي، تضامنًا مع بلده الثاني وفق ما يقول.

أوضاع المهاجرين

ألقت تداعيات فيروس كورونا بظلالها على الفئات الهشة من السكان الإيطاليين، لا سيما الذين يعملون بطرقة توصف بانها “غير شرعية”، أو العاملين بنظام اليومية.

إحدى المهاجرات المغربيات، تدعى “نعيمة”. كان لتفشي وباء كورونا أثره السلبي على حياتها، خاصة وأنها عمالة نظافة بنظام اليومية، حيث فقدت عملها.

وتقول تلك المهاجرة: “الوضع صعب جدا على المهاجرين الذين يشتغلون بشكل غير مستقر، وغير قانوني”. هذا الحديث أكدته نعيمة (ثلاثون عاما) أثناء وجودها في مطعم بهاء وهي تستفيد من بعض الإعانات الغذائية.

الجالية المسلمة

ولم يكتف المسلمون في إيطاليا، بتلك المبادرة التي أطلقها بهاء، حيث تقوم الجالية المسلمة بإيطاليا بمدينة تورينو وخلافها من المدن الإيطالية الأخرى، بالعمل في مبادرات مشابهة.

 رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية بإيطاليا ياسين لفرم، يؤكد في حديثه بأن الجمعيات الإسلامية والمساجد والمراكز الإسلامية، تقوم بدور كبير في الفترة الحالية لتقديم الدعم للأسر الفقيرة والمجتاجة.

ويضيف قائلًا: “من خلال تواصلي المستمر مع القائمين على المساجد رصدت مساهمة هذه المؤسسة الدينية في تقديم المساعدة للعائلات الإيطالية والمهاجرين المسلمين وغير المسلمين، من خلال تقديم المواد الغذائية الأساسية”.

ويشير لفرم إلى أن المسلمين استطاعوا جمع ما يناهز خمسمئة ألف يورو من أجل الحماية المدنية، والمستشفيات، والبلدية، والجمعيات التي تشتغل في العمل التطوعي، والصليب الأحمر، وغيرها من الهيئات التي تعمل على مواجهة الأثر السلبي الذي ما زال يخلفه انتشار وباء كورونا في إيطاليا.

مبادرة مسجد تورينو

تمكنت مبادرة مسجد مدينة تورينو (في الشمال) من جمع قرابة الـ16ألف يورو للمساهمة في المجمع الطبي في المنطقة المنكوبة.

ويعلق أمام المسجد محمد شاهين، على هذا الأمر قائلًا أن: ” مساهمة المسلمين واجب شرعي إنساني، وإظهار لقيمة الإنسانية في الإسلام، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.