المصريون يتحدون الوباء .. عادات العيد كما هي

ازدحام في الأسواق المصرية رغم كورونا \ العربية
0

رغمًا عن أن الوباء الذي ضرب أركان المعمورة بأسرها قد أفضى إلى إحداث تغييرات ملموسة على طريقة وأسلوب الحياة في الأشهر الأخيرة للحد من انتشاره، إلا أن عدد لا يستهان به من المصريين غير آبهين لذلك البته.

فلا كورونا ولا غيره يمكن أن يثني المصريين عن عاداتهم فى الأعياد“، هكذا علق مواطن كان يقف بالقرب من الزحام على محال الملابس في أحد الشوارع بمنطقة الجيزة.

فرغم الزيادات المطردة في أعداد المصابين بفيروس كورونا في مصر يوميا، وتأكيدات الحكومة عدم السماح بالخروج أيام العيد للمتنزهات والحدائق للحد من تفشي الوباء ، فإن محال الملابس شهدت الأيام الماضية تكدسا من المصريين لشراء ملابس العيد بشكل كبير، وفقًا لموقع (الجزيرة نت).

يجب أن يفرح الأطفال

تقول السيدة الخمسينية حمدية إنها حرصت على ارتداء الكمامة منذ خروجها من المنزل في طريقها إلى شارع العريش بمنطقة الهرم، متوقعة وجود زحام على محال الملابس هناك، لكنها لا تستطيع أن يأتي العيد دون أن تشتري ملابس جديدة لأبنائها.

وأجابت حمدية عن سؤال حول فائدة الملابس الجديدة إذا لم تكن هناك أي فرصة للخروج في العيد، بقولها “ربنا ما يقطعها عادة”، إذ يجب أن يفرح الأطفال بملابس العيد الجديدة حتى لو ارتدوها وجلسوا بها في المنزل، بحسب قولها.

“ربك هو الستار”

أما الشاب الثلاثيني محمد عبد الحليم الذي خرج من محل للملابس وعلامات الرضا بادية على وجهة، بعد نجاحه في شراء ملابس العيد لابنتيه الصغيرتين، قائلًا “ربك هو الستار”، وذلك ردا على سؤال: لماذا لا يلبس كمامة في هذا الزحام؟

وأضاف عبد الحليم أن الفرحة التي سيراها في عيون ابنتيه بالملابس الجديدة التي ألححن عليه -وأمهما- في شرائها، تستحق المغامرة بالخروج في هذه الظروف، وأن الإصابة بهذا الفيروس اللعين يمكن تأتي الشخص وهو في منزله بطرق كثيرة.

هدية من السماء

صلاح عادل أحد أصحاب المحال، يؤكد أن النصف الثاني من رمضان كان بمثابة التعويض لهم عن أكبر المواسم العجاف منذ عمله في بيع الملابس، وأن موسم العيد جاء بمثابة هدية من السماء في زمن كورونا.

وأضاف عادل أنه يحرص على تطهير وتعقيم المحال عقب انتهاء العمل مساء، ورشه مرة أخرى بالماء المضاف إليه الكحول صباحا قبل بدء العمل، إضافة إلى تخصيص أحد عماله لتنظيم دخول المشترين كي لا يتكدسوا جميعا بشكل كبير ربما يسهل نقل العدوى.

زحام رهيب

يؤكد حمدي -وهو أحد الذين يبيعون الملابس والأحذية على الرصيف، ولا يملك دكانا- أن ملابس الأطفال هي التي شهدت رواجا مذهلا مقارنة ببقية الملابس، وأنه منذ اليوم الأول لبدء الرواج أدرك ذلك، مما جعله يكثر منها على حساب ملابس الكبار.

وأرجع حمدي التكدس الكبير إلى ضيق وقت فتح محال الملابس التي تغلق أبوابها قبيل وقت حظر التجوال، مشيرا إلى أن الزحام لا يقتصر على منطقة بعينها وإنما هو في كل مناطق الجمهورية، ناهيك عن الزحام الرهيب في منطقتي العتبة والموسكي.

الإقبال على الكعك

رضا أنور العامل  في أحد المخابز، يؤكد أن الإقبال على عمل الكعك هذا العام لم يختلف كثيرا عن العام الماضي رغم التحذيرات من الوباء القاتل، ويقول “هناك من يجهز الكعك كاملا ثم يأتي لخبزه فقط، وهناك من يعطينا أموالا لنعمل له الكعك من الألف للياء، ويستلمه جاهزا”.

وأشار أنور إلى أن الإقبال على المخابز لا يمثل خطورة كالزحام على محال الملابس، خاصة أن المخابز تعطي مواعيد محددة للزبائن، فيأتون في الوقت المحدد لأخذ ما يريدونه والمغادرة فورا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.