المعارك السياسية تُباعد بين حلفاء الصف الواحد في الحكومة اللبنانية

الحكومة اللبنانية المصدر الجزيرة
0

لا زال الجدل مستمراً في أداء الحكومة اللبنانية أو حلفاء الصف الواحد كما يطلقون عليهم في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن هدد رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعليق مشاركة وزراء حركة أمل فيها، إذا لم يتم حسم آلية إعادة المغتربين اللبنانيين .

آلية المغتربين

ويرى بري بأنه لا بد من أن يتم حسم آلية إعادة المغتربين اللبنانيين، الذين يدعم برّي مطالبهم بتأمين عودتهم إلى البلاد، وسط مخاوف على حياتهم في الخارج جراء تفشي وباء كورونا .

ولا شك أن الفايروس خلق مسافةً “غير آمنة” بين حلفاء الصفّ الواحد في لبنان، أبرزهم التيار الوطني الحرّ (حزب رئيس الجمهورية ميشال عون) وحركة أمل و”حزب الله” .

 وانعكس ذلك بوضوح على عمل الحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها فريق(“حزب الله” وحلفاؤه) .

وعلى الرغم من إيجاد تسوية لهذا الملف في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في السراي الحكومي أمس الأول الثلاثاء، إلا أن تهديد برّي بتعليق مشاركة وزرائه .

ويرى دهاقنة السياسة في لبنان بأن تهديد بري شكّل رسالة قاسية إلى رئيس الحكومة حسّان دياب، وعكس حجم التباعد بين الرجلين .

كما أنه في الوقت نفسه، أظهر أن حليف رئيس مجلس النواب الأبرز، “حزب الله”، والذي توصف حكومة دياب بأنها تابعة له، غير مستعد لمجاراة برّي في إسقاط الحكومة .

وهو الأمر الذي تُرجم بتصريح وزير الصناعة عماد حب الله (وهو من حصة “حزب الله” في الحكومة) الذي أعلن يوم السبت الماضي أنه غير معني على الإطلاق بكلام برّي، ولن يخرج من الحكومة إلا عندما يرى أن ممارستها غير مناسبة .

أستغلال ملف المغتربين

يرى البعض بان ملف اللبنانيين الموجودين في الخارج، استغله برّي على أكثر من صعيد، أوّله للتعويض عن فضيحة العميل اللبناني – الأميركي عامر الفاخوري .

وكان بري قد أتهم رئيس مجلس النواب اللبناني بقبوله تمرير صفقة إخراجه من لبنان، لما له إلى جانب “حزب الله” من سلطة على المحكمة العسكرية الصادر عنها قرار كفّ التعقبات بحق العميل .

ويحاول برّي تعويض ذلك من خلال الإصرار على عودة اللبنانيين الموجودين في أفريقيا، والذين من بينهم عددٌ غير قليل من كبار رجال الأعمال المقربين من حركة أمل.

وبرّي كان يهدف الى إطلاق السهام على حسّان دياب، الذي يعارض هو ووزراؤه رئيس البرلمان في ملفات عدّة.

ليس وقتاً للخلافات

وبخصوص دخول “حزب الله” على خطّ التهدئة، فإن الحليف الأبرز لبري، يرى أن الوقت ليس مناسباً للخلافات، لا سيما في ظلّ النيران التي يطلقها المعارضون على الحكومة، أمثال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ويحرّضون الشارع عليها .

وبنظر الحزب، فإنه لجميع هذه الأسباب توجد ضرورة للتضامن لا التباعد. وعلى هذا الأساس، حصل التواصل اللازم لإيجاد مخرجٍ لملفّ المغتربين اللبنانيين الذي بدأت حلوله بتأمين التحويلات المالية للطلاب، واستكمل في الساعات الماضية بعد عقد جلسة لمجلس الوزراء في السرايا الحكومية أمس الأول الثلاثاء، بحثت الملف.

حلول مستقبلية

لا شك أن الخلافات داخل الحكومة تشير بشكل أو بآخر بأن هناك أجندة لكل طرف وهو يسعى إلى الحصول على مراده في نهاية الأمر، ولا زالت هناك العديد من الملفات العالقة التي لا بد من حلها في مقبل الأيام، وما مناداة البعض بالقفز من قارب الحكومة في هذا التوقيت إلا إشارة إلى أن ما تحمله الأيام سوف يكون صعباً ومعقداً .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.