اليمن بمنأى عن وباء كورونا .. رُب ضارة نافعة

إجراءات احترازية في الشارع اليمني خشية كورونا \ Reuters UK
0

ظلت اليمن تغرد خارج السرب العالمي المنشغل منذ أشهر بتفشي وباء كورونا والذي حصد المزيد من الأرواح بلا هوادة، وأدى إلى إحداث شلل تام أو شبه تام في أوجه الحياة المختلفة.

وحسب حصيلة أعلنتها وكالة الصحافة الفرنسية، صباح أمس الجمعة، فقد أسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 52 ألف شخص في العالم، وإصابة نحو مليون شخص، وفقًا لما نقلته صحيفة (النهار) اللبنانية.

غياب الوعي الصحي

فعلى الرغم من حالة الانهيار شبه التام الذي تشهده المنظومة الصحية في البلد الفقير الذي أنهكته الصراعات، يعززه غياب الوعي الصحي الجمعي والتعاطي المستهتر تجاه دعوات انتهاج وسائل الوقاية بعدم التزاحم وغسل اليدين، إلا أن اليمن لم تسجل أية إصابة مؤكدة حتى الآن جراء وباء كورونا وفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

حافة المجاعة

وعلى ما في الأمر من استثنائية إيجابية ومبشّرة لشعب يواجه بالكاد، ويلات الحرب التي أنتجت أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وجعلت 80% من السكان على حافة المجاعة ، بحسب توصيف الأمم المتحدة، إلّا أن ذلك لا يلغي حق التساؤل الذي بات يتداوله الكثيرون في واجهة التعاطي اليومي، معللين ذلك بفشل دول متقدمة في وقف هذا الغول المتوحش.

فهل نجحت اليمن ذات المنظومة الصحية المنهارة في كبح جماح الفيروس العابر؟

وهل ساعدت العزلة التي تشهدها جراء الحرب، في وقف غول هذا الوباء عند حدود البلد المفتوح على كل خيارات التدخل؟

أم أن الفيروس الذي عبر القارات بشراسة غير معهودة، قد وصل فعلاً، إلا أن البلد المنشغلة بالصراع والانقسام قد غفلت عن تغوّله الصامت في ظل أنباء متواترة تتحدث عن وفيّات رحلت في صمت الليل، حاملة معها لغز أعراض الفيروس المستجد؟

إجراءات احترازية

وقامت السلطات الصحية التابعة لكلٍ من حكومة الرئيس هادي المعترف بها دوليًا، وحكومة “الإنقاذ الوطني” التابعة لجماعة الحوثي بصنعاء، باتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة إمكانية تفشي وباء كورونا المستجد في اليمن ، ومنها إغلاق المنافذ الحدودية والجوية، وكذا إغلاق المدارس والجامعات والأسواق وصالات الزفاف والمناسبات والمؤتمرات والحدائق العامة وبعض الأسواق.

إضافة لقرار جماعة الحوثي بإخضاع آلاف المسافرين للحجر الصحي بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، وسط شكاوى متكررة من الظروف الصعبة التي يعانونها في الحجر الصحي هناك، ما دفع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن للتعبير عن “مخاوف بشأن آلاف الأشخاص، بينهم مهاجرون (من القرن الإفريقي) بمرافق الحجر الصحي في ظروف سيئة ومزدحمة بمناطق مختلفة في البلاد، كجزء من التدابير الاحترازية ضد كورونا”.

أسباب موضوعية

الإجراءات التي لا تكفي بطبيعة الحال لمنع وصول وباء كورونا ، جعلت البعض يعزو سبب خلو اليمن منه لجملة أسباب موضوعية عكستها تداعيات الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، وأهمها انعزال اليمن عن العالم الخارجي بعد إغلاق معظم مطارات البلاد عدا رحلات قليلة نحو القاهرة وعمّان والهند والسعودية، تم اغلاقها بسهولة فور تفشي الفيروس القاتل.

فيما يشكك البعض الآخر في البيانات الواردة عن المؤسسات الصحية المحلية ومنظمة الصحة العالمية التي تتحدث عن خلو اليمن من الفيروس نظرًا لضعف المنظومة الصحية في البلاد وبالتالي انعدام وسائل وأجهزة الفحص الطبي وغياب طواقم الترصد الوبائي وغيرها من الوسائل التي تنتهجها دول العالم للكشف عن الحالات المصابة والتعامل معها فورًا.

لا إصابات حتى الآن

وأعلنت لجنة الطوارئ بوزارة الصحة، خلو اليمن من أي إصابة بفيروس كورونا​.

حيث تعد اليمن، البلد العربي الوحيد، الذي لم يصله فيروس كورونا المستجد حتى الأن، وذلك بعد أن أكدت ​منظمة الصحة العالمية​، خلو اليمن من ​حالات​ إصابة بفيروس “Covid19”.

وقال ألطف موساني، الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في اليمن حول آخر مستجدات الفيروس الذي اجتاح 199 دولة حول العالم: “ماتزال اليمن خالية من فيروس كورونا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.