بدأ متميزا أكثر من اللازم.. الأمير سلمان في السجن

الأمير سلمان المصدر الجزيرة
0

أدخلت موجة الاعتقالات التي حدثت في المملكة العربية السعودية الرعب في أوساط العائلة المالكة، لا سيما وأن الكثير ممن أعتقلوا لم توجه لهم تهم محددة، في حين أن وسائل إعلام غربية رأت أن الاعتقالات تمت بدوافع حصول محمد بن سلمان على الملك .

تفوق كبير

وبالعودة للوراء قليلاً نجد أن اعتقال الأمير سلمان بن عبد العزيز بن محمد آل سعود رفقة والده لعامين دون توجيه تهمة معينة لهم أثار ردود أفعال كبيرة في أوساط الشارع السعودي .

ولا شك في أن العلاقات الجيدة التي يتمتع بها الأمير سلمان مع زعماء العالم الغربي هي التي جلبت عليه غضب قريبه ولي العهد محمد بن سلمان، خاصة بعد أن زار أميركا عشية الانتخابات الرئاسية الماضية وقابل السيناتور الديمقراطي آدم شيف، في وقت كان فيه ولي العهد يدعم المرشح الجمهوري دونالد ترمب .

وكان الأمير سلمان الذي يكبر بن سلمان بأربع سنوات وقتها متميزا، وقد حصل على دكتوراه في القانون المقارن من جامعة السوربون، وهو يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية، فيما كان محمد على النقيض منه، مراهقا منعزلا لا يتقن الإنجليزية ولم يدرِ ما يدور خارج المملكة، حيث تخرج في قسم القانون بجامعة الملك سعود بالرياض، ويعيش باستمرار في كنف والده الذي يدين له بصعوده السريع وحرقه للمراحل في سلم السلطة .

وفي مقال بقلم أرمين عريفي، استعادت المجلة لوم سلمان، حاكم الرياض آنذاك والملك الحالي ولده محمد (17 عاما) المولع وقتها بألعاب الفيديو، أثناء إجازة لهما في جنوب فرنسا، على عدم اهتمامه بالدراسة، مقارنا إياه بابن عمه سلمان “انظر إلى ابن عمك. إنه مجتهد ويتعلم اللغات الأجنبية بدلا من قضاء وقته في الألعاب وتناول البيتزا”.

لا توجد تهمة محددة

بعد 17 عاما من إجازة محمد بن سلمان مع والده في جنوب فرنسا، وفي الوقت الذي يقبع فيه ابن عمه اللامع الأمير سلمان في السجن منذ استدعائه له في جدة عام 2018 -كما يقول الكاتب- أصبح هذا الأمير أقوى رجل في السعودية، بعد تعيينه وليا للعهد والقائد الفعلي للمملكة الغنية بالنفط بدل والده الملك سلمان (84 عاما) المريض .

ولا يزال مصير الأمير سلمان (40 عاما) مجهولا، “بعد وضعه منذ عامين في سجن الحائر الشديد الحراسة جنوب الرياض، ثم نقله مع والده عبد العزيز إلى إحدى الممتلكات الخاصة، ويسمح لكل منهما بإجراء مكالمتين هاتفيتين وتلقي زيارة واحدة في الأسبوع، لكنهما لا يستطيعان الاتصال بمحام ولم توجه لهما أي تهمة رسمية”، حسب مقرب من الأمير .

وتساءل الكاتب كيف انتهى المطاف بهذا الأمير المثالي -حسب وصفه- سجينا عند محمد بن سلمان، بعد أن كان على رأس العديد من شركات النقل الخاصة ويمضي جزءا كبيرا من وقته في أوروبا، وخاصة في فرنسا حيث نسج شبكة علاقات واسعة مع السياسيين الفرنسيين، رغم أنه لم يكن مهتما على الإطلاق بالسياسة .

ويؤكد دبلوماسي غربي أن الأمير سلمان “حاول تقديم نفسه دون جدوى، كوسيط طبيعي بين الشركات الفرنسية والسعودية”، إلا أنه لم يكن له وزن في نظام بن سلمان لكونه ليس سليلا مباشرا لمؤسس المملكة .

اختلاف آراء

وقد أثار هذا الأمير -حسب الكاتب- شكوك السلطات السعودية عندما ذهب إلى الولايات المتحدة في خضم الحملة الرئاسية الأميركية عام 2016، والتقى السيناتور الديمقراطي آدم شيف، في وقت كانت فيه الرياض تدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب وراء الكواليس، مما أدى إلى استدعائه للعودة إلى الرياض خلال 24 ساعة، ولكنه رفض ذلك.

ولذلك حدث سوء تفاهم مع السلطات التي ظنت أنه كان يسعى لدعم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، رغم أن الأمر لم يكن كذلك، لأن الأمير كان يناقش مع الكونغرس قضايا تتعلق بالتعليم والشباب، كما يقول مقرب من الأمير سلمان.

في هذه الأثناء، عزز وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية، واختارت العاصمة واشنطن بن سلمان ليكون الرجل القوي في الرياض، في حين استقر في باريس الأمير سلمان الذي تربطه علاقات باردة بولي العهد، ولم يغامر بالعودة إلى بلاده.

ويقول أحد المقربين من الأمير سلمان إنه وولي العهد كانا صديقين ولكن بن سلمان كان يغار منه، لأنه كان معروفا في فرنسا دون أي منصب رسمي ولم ينتقد أي شخص، في حين لم يسمع أحد عن ولي العهد قبل توليه السلطة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.