محمد بن سلمان.. العرش قبل الانتخابات الأمريكية

محمد بن سلمان ودونالد ترامب مصدر الصورة :سكاي نيوز عربية
0

كان الهدف الرئيسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من اعتقال أمراء بارزين هذا الأسبوع، هو توجيه رسالة قوية لمنتقديه من داخل العائلة الحاكمة مفادها: “لا تجرؤوا على معارضة صعودي للعرش”.

محمد بن سلمان أراد من خلال خطوته الجديدة والتي رأى كثر أنها متهورة توجيه تحذير واضح للعائلة الحاكمة من مغبة أي معارضة لتسلمه قيادة البلاد خلفاً لوالده الملك سلمان بن عبد لعزيز، فيما يبدو أنه يسرّع خطاه نحو هذا الاتجاه.

الانتخابات الأمريكية

 وتتزايد التسريبات والقناعات بأن بن سلمان يعمل لتمهيد طريقه إلى العرش قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، خصوصاً مع تزايد الشكوك في حتمية فوز دونالد ترامب في هذا الاستحقاق، وفرص انتخاب أحد خصومه الديمقراطيين الذين لديهم مواقف انتقادية لسياسات الرياض في ظل حكم بن سلمان ووالده.

 وفيما لا يبدو ترامب مهتماً بأي انتهاكات لحقوق الإنسان يقوم بها ولي العهد السعودي، وهو ما ظهر في قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي عام 2018، وفي التورط السعودي بحرب اليمن، ومع تركيز ترامب حصراً على مساعدة المملكة والسكوت على انتهاكات بن سلمان مقابل الأموال التي يتلقاها، وهو الذي قال علناً قبل فترة إنه أبلغ الملك محمد بن سلمان ان علي الرياض الدفع مقابل الحماية الأمريكية.

 فمقابل ذلك وجّه مسؤولون ديمقراطيون انتقادات لاذعة إلى سياسة السلطات السعودية وفي مناظرة قبل فترة، قال المرشح الديمقراطي جو بايدن، “سأعلنها صراحة، لن نقوم ببيع المزيد من الأسلحة للسعودية، سنجبرهم في الواقع على دفع الثمن”، في إشارة إلى دور الرياض في حرب اليمن ومقتل خاشقجي فيما وصف المرشح الآخر بيرني ساندرز (ما تمارسه) السعودية بأنه “ديكتاتورية وحشية”.

كانت حرب أسعار بين السعودية وروسيا قد اندلعت في الأيام الأخيرة وهزت الأسواق عالمياً، ليحضر موضوع “أسواق الطاقة العالمية” في اتصال بين ترامب ومحمد بن سلمان فة إلى “مسائل إقليمية وثنائية مهمة”، وفق ما أعلن البيت الأبيض، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.

سخط الأمراء

وأكد مصدران ودبلوماسي أجنبي بارز أن ولي العهد، الذي سعى جاهداً لإحكام قبضته على السلطة، خشي من احتمال أن يحتشد الأمراء الساخطون حول الأمير أحمد والأمير محمد بن نايف باعتبارهما بديلين محتملين لتولي العرش وذلك بحسب تقرير للعربي الجديد

وأبرز مصدر منهما: “هذا تحضير لانتقال السلطة… إنها رسالة واضحة للعائلة بأنه ليس بوسع أحد أن يعترض أو يجرؤ على تحديه”.

ولم تعلق السلطات السعودية على الاعتقالات أو تؤكدها، كما لم تنشر وسائل الإعلام السعودية شيئاً عنها. 

وإذا تولى الأمير محمد (34 عاما) العرش خلفاً لوالده، فسيكون هذا أول انتقال للسلطة من جيل إلى جيل منذ وفاة الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة عام 1953، والذي خلفه ستة من أبنائه.

وفي ظل المخاوف من خسارة ترامب الانتخابات، يسرّع بن سلمان الخطى لاستلام السلطة، حتى إن بعض التسريبات في صحف ومواقع أجنبية تحدثت عن أنه يعتزم تنصيب نفسه ملكاً قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وبينما شملت حملة الاعتقالات الأخيرة أكثر من أمير، بدا أن الهدف الرئيسي فيها كان الأمير أحمد بن عبد العزيز (78 عاماً) الشقيق الأصغر للملك سلمان، وهو واحد من ثلاثة أعضاء في هيئة البيعة عارضوا تولي بن سلمان ولاية العهد عام 2017. كما أن الأمير محمد بن نايف الذي كان ولياً للعهد حتى أطيح في 2017، كان من أبرز المعتقلين يوم الجمعة الماضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.