بعد انسحاب علاوي.. الضغوطات تتزايد من أجل تشكيل الحكومة العراقية
واجه تشكيل الحكومة العراقية العديد من العراقيل من قبل الشارع والقوى السياسية الداخلية التي لا تريد أن يصعد محمد توفيق علاوي على منصب رئيس الوزراء في البلاد نسبة لتقربه من الطبقة الحاكمة في البلاد على حد وصفهم .
وليس هناك شك عن أن الرئيس العراقي سوف يبدأ مشاورات مكثفة وكبيرة خلال الأيام المقبلة مع القوى السياسية في البلاد من أجل تكليف رئيس وزراء يرضى تطلعات وطموحات الشعب العراقي .
تعقيد كبير في تكليف رئيس الوزراء
وتكليف علاوي في بادئ الأمر أخذ وقتاً كبيراً من الحكومة والقطاعات السياسية في العراق لذلك من المتوقع أن يكون تكليف شخص آخر بنفس التعقيد وبنفس ردة الفعل الذ حصل عليها علاوي .
ويعتبر التنافس على أعلى مستوياته بين الكتل والأحزاب السياسية المختلفة فيما يتعلق بتعيين رئيس الوزراء في العراق، وقد انعكس ذلك على البرلمان العراقي الذي يجد نفسه في عجز دائم لمرات مختلفة عن حسم ملف الحكومة في البلاد .
وكان رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، قد شدد على أنه لن يستمر في مهامه بعد المهلة الدستورية .
موقف جديد لعبد المهدي
وقام المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي مساء الأحد بإبلاغ الكتل السياسية بموقف جديد حول الاستمرار برئاسة الحكومة .
وبحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (واع)، إن “ما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن إبلاغ عبد المهدي، الكتل السياسية أو غيرها موقفا جديدا حول الاستمرار برئاسة الحكومة غير صحيح”، مبيناً أن “موقف عبد المهدي، هو نفسه الذي أعلن عنه رسمياً في رسالته المرسلة إلى مجلس النواب يوم 19 فبراير “.
وفي سياق متصل أكد أن رئيس الوزراء المستقيل قبل شهرين، أنه سوف يعلن موقفه الرسمي بعد انتهاء المهلة التي حددها حينها والتي تنتهي في 2 مارس المقبل .
وأعلن علاوي، مساء الأحد، انسحابه من تشكيل الحكومة العراقية بعدما فشل مجلس النواب، للمرة الثانية بعقد جلسة استثنائية للتصويت، لعدم اكتمال النصاب المطلوب .
ونشر محمد توفيق علاوي عبر تويتر انسحابه من تشكيل الحكومة مشيراً إلى أنه قدم رسالة إلى رئيس الجمهورية اعتذر فيها عن تكليفه بتشكيل الحكومة .
وأضاف أنه “كان أمام معادلة تكمن في أن يكون بمنصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع الشعب والاستمرار بالمنصب على حساب معاناته”، بحسب تعبيره .
وتأتي تلك العقبات والتطورات السياسية على الساحة العراقية، في ظل انقسام يعانيه البرلمان الحالي هو الأكبر في تاريخه السياسي في البلاد .
التظاهرات تسيطر على المشهد
وحتى الآن لا يزال العراق بدون حكومة منذ استقالة، عادل عبد المهدي، سلف علاوي تحت ضغط من الشارع قبل شهرين. في حين لا تزال التظاهرات العراقية مستمرة وإن بوتيرة أقل للمطالبة بحكومة مستقلة بعيدة عن محاصصة الأحزاب في البلاد، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تقود البلاد إلى بر الأمان .
وبحسب ما أعلنت وكالة الأنباء العراقية فإن الرئيس برهم صالح أعلن نيته عن البدء في مشاورات لاختيار مرشح بديل لرئيس الحكومة المنسحب خلال 15 يوماً .
الجدير بالذكر أن مجلس النواب شهد أمس “الأحد”انقساماً واضحاً بين البرلمانيين الذين يمثلون الأقلية السنية، والذين أعلنوا نيتهم مقاطعة جلسة الثقة للحكومة في حين لم يتخذ النواب الأكراد موقفاً واضحاً، مقابل تمسك معظم النواب الشيعة الذين يشكلون غالبية في البرلمان بتلك الحكومة .