تخوف كبير في مصر بسبب سد النهضة.. وإثيوبيا تمضي بثبات في عملية الملء

ضفاف السد في إثيوبيا المصدر العربي
0

يمكن القول بأن مفاوضات سد النهضة فشلت بشكل مباشر بعد أن تعثرت المفاوضات بشكل واضح بين الأطراف المعنية بالقضية وهي كل من جمهورية السودان وإثيوبيا ومصر .

موقف مصري معقد

وأصبح الخلاف الكامل في وجهات النظر هو العنوان السائد للأطراف المعنية بالقضية، وبينما تستهلك أديس أبابا هذه المسيرة في التلاعب سياسياً وإعلامياً بمصر تحديداً، يتضح أنّ النظام المصري يضع كل رهانه على الحسم الأميركي للقضية .

إذ ان مصر تعول بشكل كبير على أن تكون أمريكا هي الداعم المباشر لها في القضية، لا سيما وأن العلاقة الت تجمع الطرفين تعتبر علاقة متينة .

وبالرغم من أن العاصمة الأمريكية واشنطن أظهرت في الأشهر القليلة الماضية عجز كبير فيما يتعلق بتحقيق اختراق كبير في الملف، وإجبار إثيوبيا على التفاوض الجاد وصولاً إلى اتفاق يراعي شواغل جميع الأطراف، الأمر الذي ينعكس على المسار التفاوضي بالانسداد، ويعقد الأمور أكثر على الوفد المفاوض المصري بشقيه الفني والقانوني .

وأوردت وسائل إعلام في مصر بأن أنّ وزارتي الري والخارجية تتلقيان باستمرار رسائل طمأنة من جهاز المخابرات العامة والدوائر اللصيقة برئاسة الجمهورية بأنّ الموقف المصري الفعلي في القضية قوي، وأنّ العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترمب سيكون لها أثر إيجابي في التوقيت الحاسم من القضية، وكذلك أنّ الاتصالات الجارية مع الروس والفرنسيين وحتى الصينيين تؤكد عدم قبول أي من تلك الدول إيقاع الضرر بمصر .

تعنت إثيوبي

وتشير المصادر أنه على الرغم من كون الطمأنة السياسية من قبل تلك الدول أمر إيجابي بحد ذاته، لكن في نفس الوقت فإن هذا الأمر لا يتطور في الواقع إلى ممارسة ضغوط ذات جدوى على الإثيوبيين في سد النهضة والذين يخرجون من كل جولة تفاوض كما دخلوها، بالإصرار نفسه على رفض جميع المقترحات المصرية والسودانية الوسيطة.

وهو ما يجعل المفاوضين يشككون في تلك التطمينات، خصوصاً بعد تعثر المساعي المصرية “السياسية الخالصة” في استصدار قرار من مجلس الأمن في كرتين من أجل إلزام إثيوبيا بالتوصل إلى اتفاق ملزم والامتناع عن الملء المبكر قبل ذلك، وكذلك عدم قدرة مصر حتى الآن على استصدار بيان رئاسي أو حتى إعلامي من المجلس بهذا الشأن.

الموقف الفني

وعن الموقف الفني الحالي للمفاوضات ولتفكيك الغموض حول ملء السد؛ أوردت مصادر فنية إنه في الوقت الحالي تتجمع كمية من المياه ربما تزيد على 3 مليارات متر مكعب خلف سد النهضة .

وبالرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن القول بأنّ إثيوبيا بدأت الملء إلا بعد معالجتها بشكل تام لحوض السد لجعله قادراً على استيعاب تلك الكميات من المياه، وكذلك تشغيل القناة الواصلة بين سد النهضة وسد السرج (الاحتياطي) لتمرير المياه الزائدة عن استيعاب حوض السد الرئيسي في المرحلة الحالية، وكل هذا لم يحدث حتى الآن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.