تعرف على الفائزين بجائزة محمود درويش للثقافة والإبداع
للسنة الحادية عشرة على التوالي، منحت جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع في ذكرى ميلاده ويوم الثقافة الوطنية، الذي يصادف 13 مارس/آذار من كل عام، إلى المفكر الأميركي نعوم تشومسكي والشاعر والمترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي والشاعر والباحث الفلسطيني زكريا محمد.
للسنة الحادية عشرة على التوالي، منحت جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع في ذكرى ميلاده ويوم الثقافة الوطنية، الذي يصادف 13 مارس/آذار من كل عام، إلى المفكر الأميركي نعوم تشومسكي والشاعر والمترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي والشاعر والباحث الفلسطيني زكريا محمد.
كما منح المجلس التنفيذي لمؤسسة محمود درويش للثقافة جائزة الشرف الخاصة للشاعر اللبناني شوقي بزيع.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أصدر عام 2008 مرسوما بإنشاء مؤسسة محمود درويش التي أعلنت عن الجائزة في اليوم الذي قررت الحكومة الفلسطينية اعتباره يوما للثقافة الفلسطينية في وقت لاحق.
نعوم تشومسكي
في معرض تفسير لجنة الجائزة لمسوغات منحها هذه الجوائز، أفادت بأن المفكر العالمي نعوم تشومسكي، الذي يُعدّ الأب لعلم اللسانيات الحديث وصاحب نظرية “النحو التوليدي”، قد اشتهر بشجاعته وعناده في الدفاع عن حرية الإنسان وكرامته في وجه الظلم والاستبداد، وعلى الأخص موقفه المناهض للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، ومواقفه المبدئية التقدمّة، ضد الاستبداد والعنصرية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من رسالته الإنسانية العامة، بحسب بيان الجائزة.
أما في المجال السياسي، فاهتم تشومسكي مبكرا بالفلسفة الفوضوية، وتوسّع في انتقاد الرأسمالية الليبرالية أو ما يسميها “الليبرالية المتوحشة”، ولذلك فإنه لا يتردد في وصف نفسه بـ”النقابي الفوضوي” و”الليبرالي الاشتراكي“.
ويوصَف تشومسكي بحسب الجزيرة نت بأنه “أبو اللسانيات الحديثة” وصاحب نظرية “النحو التوليدي” التي تُعد أهم إسهامٍ في مجال النظريات اللغوية في القرن العشرين، كما يعتبر منشئ نظرية “تسلسل تشومسكي” الخاصة بالتحليل اللغوي.
وشكل مع رفيق دربه المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد فريقا ثنائيا أخذ على عاتقه الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني على المنابر الأكاديمية والفكرية، وقدمَا أروع المواقف في نقد الصهيونية ومخططاتها الاستعمارية، مقدمَيْن بذلك أمثلة حية على أهمية القلم والفكر ودورهما في تغيير ما تعجز عنه أسلحة الدمار، بحسب بيان الجائزة.
عبد اللطيف اللعبي
تحدث البيان الذي وصل الجزيرة نسخة منه، عن الشاعر والمترجم
المغربي عبد اللطيف اللعبي، الذي يقدم مساره صورة قوية عن حضور الشاعر داخل
مجتمعه، وعن الشعر محاورا للآخـر ومُسائلا باستمرار لذاته وتحولاتها في خضم عالمٍ
يفتقر إلى السلام والأخوة، كما كان من أوائل من ترجموا للشاعر الكبير محمود درويش
ولآخرين.
وإلى جانب كتابة الشعر والرواية والتأملات، استطاع اللعبي أن يمد جسرا بين شعراء كتبوا بالعربية وجمهور محتمل يقرأ الفرنسية. فكان أول من ترجم لمحمود درويش، ثم لشعراء وشاعرات آخرين من فلسطين وأقطار عربية أخرى.
الآن، يُتابع عبد اللطيف رحلته الحياتية برفقة زوجته الروائية جوسلين، وهما معا حريصان على ألاّ تضيع القيم التي اسـتمدا منها العزيمة والضوء. وهذا ما جعلهما يدشنان في عام 2015 “مؤسسة اللّعبي للثقافة” كي تُجـسد الثقافة في اعتبارها رافعا أساسيا من أجل تقدّم المجتمع وبناء الديمقراطية والانفتاح على الكونية.
زكريا محمد
واعتبر البيان أن الشاعر والباحث الفلسطيني زكريا محمد، الذي يعد من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، وصل بالنص الشعري، وبخاصة قصيدة النثر، إلى آفاق جديدة، وتحمل نصوصه الشعرية والنثرية بُعدا أنطولوجيا وجوديا فريدًا، يقع سؤال الموت والحياة في بؤرته الأساسية، ويمثل استعارته الكبرى.
وزكريا محمد أيضا أديبٌ شامل متعدد الاهتمامات بحسب بيان الجائزة، فهو روائي نشر روايتين هما “العين العمياء” و”عصا الراعي”، ومؤلف قصص أطفال مدهشة تكسر السائد وتعيد قراءة الموروث الشعبي من زاوية جديدة خلاقة، وكاتب مقالات فريدة، وباحث في اللغة والتراث والأسطورة، ورسام ونحات، وشخص شديد الانهماك في الشأن العام وبالغ الشجاعة في التعبير عن رأيه وموقفه، مثلما هو بالغ الشجاعة، في الوقت عينه، في إعادة النظر في رأيه الخاص نفسه إذا بدا له وجهٌ آخر جديد من الحقيقة.