تغييرات ضخمة وحلول قادمة يترقبها الشارع السوري
أعلنت المواقع الرسمية السورية أن تغييرات ضخمة ستحصل بعد زيارة فيصل المقداد إلى سلطنة عُمان، ويمكن وضعها في إطار دبلوماسية دمشق الجديدة، والتي تعتمد على التذخير السياسي
في التوقيت تأتي هذه الزيارة في اطارين، الأول هي الزيارة الأولى التي قام بها المقداد إلى عُمان بعد زيارة طهران بشكل مباشر، والثاني جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخليج (الفارسي)، ولقاءاته التي ستثمر قريبً جُملة من تغييرات ضخمة والحلول والتي تتوافق مع دمشق بالمضمون والأهداف.
الأمر الأكثر أهمية يأتي في أنّ هذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية سوري منذ اندلاع الحرب على سوريا، وربطا بذلك، فإن زيارة المقداد إلى سلطنة عمان هي الزيارة الثالثة له إلى الخارج بعد إيران وروسيا، وهي زيارة ذات أهمية كبيرة لأنها أول زيارة لوزير الخارجية لبلد عربي، ولدور سلطنة عمان المحوري في الإقليم حيث إنها غالباً تشرف على تفاهمات ضخمة.
زيارة وزير الخارجية السوري إلى سلطنة عمان مثيرة للاهتمام بمكانها وتوقيتها، ومثيرة أيضاً لأن النوافذ العمانية تُطل على دروب كثيرة وغير تقليدية بالمعنى السياسي، حيث أن سلطنة عُمان أول دولة عربية وخليجية تُعيد سفيرها إلى دمشق، كما حافظت على سياسة الحياد منذ اندلاع الصراع في سوريا، وهو ما يؤهلها للعب دور الوسيط والإشراف على تفاهمات ضخمة، ربما ترتيب المصالحة الخليجية السورية. فهل ستشهد مسقط لقاءات للوفد السوري مع نظراء لهم من دول خليجية أخرى؟
حقيقة الأمر أن زيارة فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري إلى مسقط، قد لا تكون محصورة بلقاء مسؤولين عمانيين، بالنظر إلى جولة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شملت السعودية والإمارات وقطر، وصفت بالإيجابية وأوحت بتعديل المزاج الخليجي تجاه سوريا، فمن الواضح أن الجميع يبحث عن حلول للعودة إلى دمشق أولا، وثانيا لإيجاد حل سياسي لا يتجاوز سقف دمشق.
15عشر سنوات على الحرب في سوريا والمأساة مستمرة، وإن كانت كل الأطراف الدولية تتفق على أن الحل الوحيد هو الحل السياسي، إلا أن الاختلاف حول شكله ومساراته لا يزال سيد الموقف، لكن اصرار القيادة السورية على استمرار مناهضة السياسات الأمريكية والوقوف إلى جانب حركات المقاومة وتشبيك العلاقات الجيو استراتيجية مع روسيا وإيران، فضلا عن قوة دبلوماسية توظف في مسارات صحيحة، كل ذلك سيكون له وزن ضاغط في استثمار انتصار دمشق العسكري، لا سيما بأن موقع دمشق يجعلها بوابة للشرق الأوسط برمته، وبالتالي فإن دمشق كانت ولا زالت بيضة القضبان في أي توازنات قادمة، ما يعني أن دمشق والقيادة السورية وباستراتيجية النفس الطويل، تمكنت من المحافظة على موقعها الفاعل والمؤثر في تغييرات ضخمة وجُل القضايا العربية، الأمر الذي سنشهد له تداعيات إيجابية افتتحتها زياة المقداد الى سلطنة عُمان.
النقطة الاهم في كل ما سبق، أنّ هناك مناخ للتسويات في الإقليم سواء في سوريا أو اليمن، وهذا ما كان ليتم لولا صمود دول محور المقاومة، وبالتالي زيارة المقداد تأتي في هذا الغرض وهذا الإطار المتمثل في وضع تسويات لجل ملفات المنطقة، وسوريا على اعتبار أنها عصب محور المقاومة، وبيضة القبان في اي توازنات إقليمية، فإن دمشق من هذا التوصيف لا زالت تحمل الدور القيادي والمؤثر في جل قضايا المنطقة.
في المحصلة، العنوان القادم للمشهد الشرق أوسطي سيكون سورياً وخليجياً، بمعنى هناك رغبة خليجية بعودة دمشق إلى الجامعة العربية، لكن هذا الأمر لن يتم اقله في المرحلة القادمة، ريثما تتوضح دمشق من نوايا تلك الدول وعلى رأسهم السعودية وقطر، وحقيقة الأمر هم من يريدون العودة إلى الطرف المنتصر اي دمشق لإعادة ترتيب أوراق المنطقة، وسلطنة عمان تقوم بهذا الدور الوسيط وتقريب وجهات النظر.
وجدد المقداد موقف سوريا الداعم لموقف إيران من خطة العمل الشاملة المشتركة ورفضها محاولة تشويه صورة الموقف الإيراني وتحميله مسؤولية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
بدوره عبر زاده عن سعادته الكبيرة بزيارته دمشق واستعرض آخر التطورات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات مشدداً على الأهمية التي توليها القيادة والشعب الإيراني للعلاقات مع سوريا بما ينسجم مع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وجدد زاده موقف بلاده الداعم لسورياة للتوصل إلى حل يعيد الأمن والاستقرار إلى كل أراضي سوريا ويحفظ سيادتها واستقلالها ووحدتها.
وحضر اللقاء من الجانب السوري مدير إدارة آسيا السفير رضوان لطفي شو ومدير إدارة المكتب الخاص الدكتور عبد الله حلاق ومديرة إدارة الإعلام وريف الحلبي كما حضره من الجانب الإيراني سفير إيران في دمشق جواد ترك ابادي ومعاون زاده علي رضا دلخوش والقائم بأعمال السفارة علي رضا آيتي.
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السوري، فيصل المقداد نتائج لقاءات صيغة أستانا التي انعقدت في مدينة سوتشي الروسية.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف والمقداد قد تبادلا: “وجهات النظر حول تطورات الوضع في سوريا وما حولها، مع التركيز على نتائج لقاءات صيغة أستانا حول سوريا، والتي عقدت في سوتشي، وتم بحث مهام تعزيز التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ، بما في ذلك وعمل اللجنة الدستورية”.
وأكد لافروف على أن روسيا كانت وما زالت تكن الاحترام “لسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وحق السوريين المشروع في تقرير مستقبل بلادهم بشكل مستقل”، حسب ما ورد في روسيا اليوم.