ثروات الشعب الليبي طوق نجاة للاقتصاد التركي المأزوم

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج (إرشيفية) \ The National
0

يسعى رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى تقديم ثروات ومقدرات الشعب الليبي لصالح تركيا المأزومة اقتصاديا وذلك لضمان بقائه في السلطة.

وبدأت انقرة تجني ثمار تدخلها في ليبيا حيث بحث رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج، الثلاثاء الماضي، مع مسؤولين عودة الشركات والاستثمارات التركية إلى البلاد، وفقًا لما ذكره موقع (ميدل إيست اونلاين).

جاء ذلك خلال اجتماعه مع وزير التخطيط طاهر الجهيمي، ورؤساء أجهزة التنمية وتطوير المراكز الإدارية، وتنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق، وتنفيذ مشروعات المواصلات، وصندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وممثلين عن مصرف ليبيا المركزي، وإدارة القضايا، وديوان المحاسبة، وسوق الأوراق المالية، بحسب بيان لمكتب السراج.

هيمنة تركية

وأكد السراج، خلال الاجتماع، أهمية استئناف العمل في المشروعات المتوقفة، وأن تكون هذه العودة منطلقًا لعملية شراكة مدروسة ومتوازنة بين البلدين الصديقين (تركيا وليبيا) تشمل القطاع الخاص في ليبيا.

لكن حديث السراج عن شراكة وصداقة هو مجرد محاولات للتعمية على الهيمنة التركية المرتقبة على ثروات الشعب الليبي في محاولة من انقرة تسديد فواتير عجزها التجاري والاقتصادي.

وتحولت أموال الشعب الليبي ومقدراته عمليا إلى لقمة سائغة لدى الحكومة التركية التي تسعى إلى استنزاف ثروة الليبيين مقابل تواصل الدعم العسكري لميليشيات حكومة الوفاق.

سداد فواتير التدخل التركي

وفي إطار تسديد فواتير التدخل التركي فوضت حكومة الوفاق الإسبوع الماصي محافظ البنك المركزي في طرابلس الصديق الكبير، بتحويل الديون المتراكمة عليهم لصالح تركيا في زيارته الأخيرة ولقائه مع الرئيس أردوغان، وعقب زيارة وزير الخارجية ورئيس المخابرات ووزير المالية إلى طرابلس قبل أيام قليلة.

وتشمل الديون المتاخرة حسب مصادر ليبية سداد الصفقة المتعلقة بالطائرات المسيرة بكل أنواعها.

دعم الاقتصاد التركي

ويعيش الليبيون خاصة في مناطق سيطرة الميليشيات أوضاعًا صعبة بسبب التدهور الاقتصادي إضافة إلى تراجع الخدمات ناهيك عن التدهور الأمني مع سيطرة المجموعات المتشددة ونشرها للرعب بين السكان بينما تعمل حكومة الوفاق على تسديد فاتورة الدعم التركي من قوت الليبيين.

وبينما تتراجع خدمات أساسيية في الغرب الليبي على غرار توفير الكهرباء والمياه الصالحة للشراب والفشل في تخفيض أسعار المواد الاساسية وترميم البنية التحتية تعمل حكومة السراج على دعم الاقتصاد التركي الغارق في أزماته وذلك عبر تسديد أقساط ديون بلميارات الدولارات.

نجدة الليرة التركية

وفي يناير سارعت حكومة الوفاق في طرابلس لنجدة الليرة التركية المتهاوية من خلال ضخ أربعة مليارات دولار في خزينة المصرف المركزي التركي، في الوقت الذي يعاني فيه الليبيون من شح في السيولة، الذي تراجع خلال الشهور الماضية.

وسعت أنقرة في أطار استنزاف ثروات الشعب الليبي إلى توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع حكومة الوفاق عبارة عن تعويض مبدئي بقيمة 2.7 مليار دولار عن أعمال نفذت في ليبيا قبل حرب 2011 في محاولات متواصلة لنهب ثروات الشعب الليبي .

وكانت تركيا وقعت في نوفمبر مذكرة تفاهم مع حكومة السراج اعتبرت محاولة تركية لسرقة أموال الشعب بحجة التعاون.

كما حاولت تركيا وضع يدها على مؤسسة النفط الليبية ومقرها في طرابلس لكن الجيش الوطني الليبي والقبائل قررت توقيف إنتاج  وتصدير النفط في الحقول والموانئ التي تقع تحت سيطرتهم وذلك لمنع محاولات لنهب ثروات الليبيين من قبل أنقرة وزعماء الميليشيات الذين راكموا بدورهم ثروات كبيرة.

ثالوث الشر

ويعلم الجيش الوطني الليبي وقادته خطر وتداعيات الهيمنة التركية على مقدرات الشعب الليبي حيث قال  قائد الجيش المشير خليفة حفتر أن ليبيا تواجه ثالوث الشر المتحالف من إرهاب وخونة وتركيا، والذين يحاولون السيطرة على ليبيا ويهددون وجودنا.

وأضاف حفتر في كلمة في حفلة تخريج دفعة من ضباط الكلية العسكرية  في مدينة توكرة شرق بنغازي، أن ” العدو التركي أصبح ينشىء القواعد وغرف العمليات في المنطقة الغربية، وترسل تركيا ضباطها ومرتزقتها للقتال في أرضنا وأرسلت البوارج الحربية إلى شواطئنا وتسعى إلى السيطرة على مقدرات شعبنا وثروات بلادنا لتعالج بها أزمتها الاقتصادية “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.