حان الدور على العراق .. الأطماع التركية تتمادى في المنطقة العربية
من الواضح أن الأطماع التركية في المنطقة العربية باتت مكشوفة لدى جميع المتابعين لقضايا الشرق الأوسط، ورغبة أنقرة في التوسع من سوريا إلى ليبيا وصولًا إلى العراق، فبعد أن احتلت أجزاء من الشمال السوري في تدخل عسكري بذريعة بدعوى على المسلحين الأكراد، واحتلال أجزاء من الأرض الليبية يحاول اليوم انتهاك السيادة العراقية.
وبحسب موقع (ميدل إيست اونلاين) فقد قال مسؤول تركي بارز إن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق بعد أن كثفت ضرباتها على المقاتلين الأكراد هناك.
ونفذت أنقرة عمليتين منفصلتين في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني يومي الأحد والثلاثاء ردًا على ما قالت إنه تزايد هجمات المقاتلين الأكراد على قواعد الجيش التركي على الحدود بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع اليوم الخميس إن القوات التركية ضربت أكثر من 500 هدف لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بطائرات إف-16 وطائرات مسيرة ومدافع هاوتزر في إطار عملية في منطقة هفتانين.
قواعد في العراق
وقال المسؤول التركي البارز الذي طلب عدم نشر اسمه إن أنقرة بدأت العمليات بعد محادثات مع السلطات العراقية من أجل إبعاد المقاتلين عن حدودها واستهداف قوات حزب العمال الكردستاني وقدراتهم اللوجستية.
وأضاف “الخطة هي إقامة قواعد مؤقتة في المنطقة لمنع استخدام المناطق المطهرة للغرض نفسه مرة أخرى. هناك بالفعل أكثر من عشر قواعد مؤقتة هناك. وستقام قواعد جديدة”.
ولتركيا قواعد عسكرية كثيرة في كردستان العراق أبرزها قاعدة بامرني شمال مدينة دهوك وهي تحتوي على مهبط للطائرات.
تهديد الأمن القومي العربي
وتدافع تركيا عن خططها في إنشاء قواعد عسكرية في دول مثل ليبيا وقطر حيث أفادت مصادر بأن أنقرة تخطط لإنشاء قاعدتين عسكريتين في الغرب الليبي ما يمثل خطرًا على الأمن القومي المصري.
وستكون القواعد التركية في ليبيا منطلقًا لمزيد تهديد أمن شمال إفريقيا وجنوب أوروبا حيث ستستقبل الاسلحة والمرتزقة ومن المتوقع ان تكون محطة للتجسس على دول المنطقة ومراقبة التحركت الدولية في البحر المتوسط.
وهذه الأطماع التركية في المنطقة العربية سيلقى رفضًا قاطعًا من دول عربية لها وزنها في على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر وهي دول ترى في النفوذ التركي المتصاعد خطرًا على الأمن القومي العربي.
انتهاك سيادة العراق
وتهاجم تركيا مقاتلي حزب العمال الكردستاني باستمرار، سواء في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية أو في شمال العراق حيث يتمركزون. وحذرت في السنوات الأخيرة من هجوم بري محتمل على قواعد الحزب في منطقة جبل قنديل في العراق.
وقالت الإمارات أمس إن التدخلات العسكرية التركية والإيرانية في العراق تنتهك سيادته.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان على موقف دولة الإمارات “الثابت والراسخ الرافض لكافة التدخلات في شؤون الدول العربية وحرصها على ضرورة احترام سيادة العراق الشقيق ومراعاة مبادئ حسن الجوار والكف عن كل ما يهدد الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة”.
مذكرة احتجاج عراقية
وأمام الإصرار التركي طلبت بغداد الخميس من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و”الكف عن الأفعال الاستفزازية”.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان الخميس إنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مجددا إلى مقر الخارجية وسلم “مذكرة احتجاج شديدة اللهجة”، كما تم استدعاء السفير الإيراني لدى العراق بشكل منفصل وسلمته مذكرة احتجاج.
وحذر العراق تركيا بانه “يحتفظ بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه”، ملوحا باللجوء “إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها”.