حمدوك ومجابهة الضغوطات في السودان.. حلول في الأفق واستراتيجيات فعالة

عبد الله حمدوك المصدر دي دابليو
0

يعيش الشعب السوداني العديد من الأزمات في الآونة الأخيرة لا سيما فيما يتعلق بالحالة الاقتصادية التي باتت تتكشف يوماً بعد الآخر ملامح حلولها، ولكن تواجه الحكومة الانتقالية في السودان العديد من العقبات أبرز هذه العقبات يتمثل في أتباع الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير .

استنساخ تجربة

حيث يعمل اتباع الرئيس المخلوع على استنساخ الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط النظام السابق، عبر محاكاة الاعتصامات أمام مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم، ولكن هذه المرة للمطالبة بإسقاط حكومة عبد الله حمدوك .

وعقب هذه الاحتجاجات سارع الجيش إلى إغلاق المنطقة حتى إشعار آخر .

مطالبات المحتجين

وكان العشرات قد تظاهروا وسط العاصمة الخرطوم أول من أمس الخميس، بدعوة من الحراك الشعبي الموحد المحسوب على نظام البشير، مطالبين الجيش بالتدخل، ونددوا بالضائقة المعيشية وعجز الحكومة عن حلها في الوقت الراهن .

وتدخلت شرطة مكافحة الشغب،حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى تفريق التظاهرة .

وكان الجيش السوداني قد أعلن في بيان فجر أمس الجمعة، إغلاق محيط قيادته العامة وسط الخرطوم حتى إشعار آخر.

وكانت الخرطوم قد شهدت أيضاً يوم الأحد الماضي تظاهرة مماثلة لأنصار البشير رفع خلالها المحتجون شعارات من بينها “كورونا ما بتقتل، تقتل صفوف الخبز” .

ضغوطات تواجه حمدوك

وتأتي هذه التحركات فيما تواجه الاستراتيجيات التي يعتمدها رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك لقيادة البلد انقساماً، خصوصاً مع تزايد عدم قدرته على إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الراهن في البلاد .

وهو الأمر نفسه الذي كان سبباً في تفجر غضب السودانيين وجعلهم يخرجون في تظاهرات عارمة، أدت في النهاية إلى خلع الرئيس عمر البشير، بعد 30 سنة من الحكم في البلاد، كما أن أي انفجار لفيروس كورونا الذي بلغ عدد الإصابات به حتى صباح اليوم السبت في السودان 66 حالة قد يزيد من متاعبه، إذ إن النظام الصحي في البلاد متهالك للغاية .

وعلى الرغم من أن حمدوك يمتلك شعبية كبيرة في السودان، فإنه لم يستطع بعد كف يد العسكر عن ملفات هي من صميم عمل المدنيين، مثل العلاقات الخارجية والسلام وملفات آخرى .

وتحتاج الشعبية التي يحوز عليها إلى جهد كبير للإبقاء عليها، مع تصاعد التظاهرات التي يقوم بها أتباع المخلوع البشير، الذين يطالبون باستقالته في أقرب وقت ممكن .

شعبية كبيرة

وتظهر شعبية حمدوك، التي كانت بدأت تتصاعد بعد رفضه عرضاً من عمر البشير بتولي حقيبة وزارة المالية أواخر عهده، بالاستجابة الكبيرة للدعوة التي أطلقها أخيراً من أجل التبرع لصالح الفترة الانتقالية، التي تمتد 4 سنوات، تحت مسمى “القومة للسودان”.

وفي حين أن تعرضه لمحاولة اغتيال في مارس الماضي، زاد من شعبيته في نظر البعض، فإن تفاصيل الحادثة أثارت العديد من الشكوك حولها، وذهب معارضون إلى اعتبار أن ما حصل مجرد مسرحية حكومية لصرف أنظار الشعب عن تواصل أزمة عدم توفير الخبز والوقود وغاز الطبخ وغيرها من المستلزمات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.