حميدتي في القاهرة .. ملفات عديدة حوتها الزيارة

الرئيس المصري يلتقي حميدتي خلال زيارته للقاهرة / Sudan News Agency
0

أثارت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي إلى القاهرة يوم السبت الماضي العديد من التساؤلات والتكهنات في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد.

زيارة حميدتي للقاهرة جاءت لمناقشة عدد من الملفات، على رأسها موقف السودان الرسمي في قضية سد النهضة الإثيوبي، والتعاون المشترك في الملفات الأمنية والاقتصادية بين البلدين.

حيث تعَد زيارة دقلو إلى مصر الثانية له منذ الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير، بيد أن الزيارة الثانية تكتسب أهمية خاصة ووضع مغاير كما يصنفها البعض بالإشارة لتلك الملفات التي اهتمت بها وتم بحثها مع الجانب المصري خلال الزيارة، بالإضافة إلى أن الزيارة تتزامن مع تحركات مشتركة بين البلدين فيما يتعلق بمفاوضات (سد النهضة).

سد النهضة

يبدو جلياً لمن يراقب الأوضاع في الدولتين أن الزيارة تأتي عقب فشل الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة، التي رعتها الإدارة الأمريكية والبنك الدولي بواشنطن. بجانب رفض السودان مقترحًا عربيًا بدعم مصر في ملف سد النهضة.

بيد أن مراقبين أفادوا صحيفة (الصيحة) السودانية، بأن الزيارة تتضمن بحث ملفات مكافحة الإرهاب ودعم مصر للسودان وتنسيق ودعم أجهزة المعلومات السودانية، كما تتضمن بحث أزمة سد النهضة للعمل على تنسيق موقف مصري – سوداني مشترك في هذا الملف لأجل أن يكون هناك موقف موحد تجاه هذه القضية.

محاولة اغتيال حمدوك

الزيارة كما نظر لها مصدر أنها جاءت بعد أسبوع عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في العاصمة الخرطوم، التي لا تزال التحقيقات جارية حولها ولم يستبعد أن يكون قد بحث اللقاء المشترك هذه النقطة، كما تأتي عقب زيارة قام بها مدير المخابرات المصرية عباس كامل إلى الخرطوم، في 9 مارس الجاري، التقى خلالها حميدتي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

حميدتي يلتقي الميرغني

لم تقتصر زيارة حميدتي لـ(القاهرة) على الجانب الدبلوماسي بين الخرطوم والقاهرة، وإنما هناك لقاء برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني محمد عثمان الميرغني بمقر إقامته بالقاهرة، بجانب الجالية السودانية بمصر. وقال حميدتي: (إننا مستعدون لحل كافة العقبات والمشاكل التي تواجهها الجالية السودانية، من مبدأ الحرص على رعاية المواطنين أينما كانوا.

القاهرة وسد النهضة

استبعد الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بروفيسور حسن الساعوري، أن يكون الهدف من زيارة حميدتي بحث التوتر الذي حدث بسبب مشروع قرار يتعلق بسد النهضة.

وفي تقدير الساعوري أن موقف السودان من سد النهضة معروف ولم يتغير في عهد حكومة حمدوك، وهو قائم على أن السودان ليس متضرراً من قيام السد، وهو يلعب دور الوسيط أكثر منه طرفاً في العداء بين القاهرة وأديس.

وانتقد الساعوري لجوء مصر للجامعة العربية التي وصفها بالمنتهية، ويرى أن الجامعة العربية لم تستطع فعل شيء لقضايا وملفات عربية مهمة على رأسها القضية الفسطينية.

واعتبر إقدام مصر على طرح مشروع النهضة عبر الجامعة يمثل حسابات أكبر من الواقع، ورأى أن أية محاولة من مصر لتدويل سد النهضة ستكون خاسرة.

محاولة فاشلة

ويتوقع الساعوري أن زيارة حميدتي للقاهرة ذات أبعاد متعلقة بالمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك خاصة وأن التسريبات الأولية تشير لتورط أجانب من بينهم مصري في المحاولة.

ولفت لما يثار بشأن أصابع خارجية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في السودان، لافتاً للعلاقات التي تربط بعض الدول العربية بالحركات المسلحة، قاطعاً بأن زيارة حميدتي ذات أبعاد أمنية أكثر منها سياسية فيما يتصل بسد النهضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.