خدام: في كل لقاءاتي مع الأسد حاولت إقناعه بخطورة التمديد لإميل لحود

إميل لحود وبشار الأسد
0

تتواصل مذكرات نائب الرئيس السوري السابق الراحل عبد الحليم خدام بالكشف عن خفايا وأسرار علاقات وسياسة سوريا مع الدول المجاورة والإقليمية.

إذ نشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، الثلاثاء، الجزء الثاني من مذكرات خدام، وتناولت فيها تفاصيل قرار الرئيس السوري بشار الأسد، التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود، والاتصالات التي جرت حينها مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، لإقناعه بالموافقة على التمديد.

وجاء في مذكرت خدام، بأن “موضوع التمديد للحود كان في عام 2004، وشغل الرأي العام اللبناني المنقسم بين أكثرية ساحقة معارضة للتمديد وأقلية مؤيدة، إضافة إلى رفض دولي شامل لمسألة التمديد”.

وذكر خدام في مذكراته، أن “الرفض الدولي عزز لقاء بين الرئيسين الأمريكي جورج بوش، ونظيره الفرنسي، جاك شيراك، في يونيو عام 2004، إذ أكدا رفضهما القاطع لموضوع التمديد للرئيس لحود، ونددا بالتدخل السوري في الشؤون اللبنانية”.

وقال خدام إنه “في كل لقاءاته مع بشار الأسد كان يقنعه بخطورة التمديد، إذ كان واضحاً أمامه أن أي موقف غير عقلاني من النظام السوري، سيؤدي إلى أضرار كبرى تلحق بالبلاد، بسبب اتساع حملة المعارضة للتمديد لبنانياً وعربياً ودولياً، وترافق كل ذلك بدعوات إلى وقف التدخل السوري في لبنان وانسحاب الجيش السوري”.

ولفت خدام، إلى أن “الأسد قرر عدم التمديد بسبب المعارضة الدولية والعربية واللبنانية، وأبلغ الرئيس إميل لحود أن لا نية لديه في التمديد له، قبل أن يعدل عن قراره ويخبر الحريري بذلك ويطلب منه تحديد موقفه من سوريا“.

وطرح خدام في مذكراته، تساؤلات عن أسباب تغيير بشار الأسد قراراته فيما يخص التمديد للحود، هل بسبب ضغوط من قبل قريبين منه كان لهم حجم كبير من المصالح في لبنان، أم أنه ناجم عن أمور ذات صلة بأجهزة الأمن في لبنان، الشريكة في النظام الأمني، أم أن الموضوع مجرد انفعالات شخصية ناجمة عن حالات من الخوف والتردد تحكمت بقراره.

يذكر أن عبد الحليم خدام هو من مواليد عام 1932، في بانياس بمبحافظة طرطوس، ويعتبر أحد رجال الأسد الأب المقربين، وتدرج في حياته السياسية بعدة مناصب، بدءً من محافظ حماة في ستينيات القرن الماضي، حتى وصوله إلى منصب نائب الرئيس.

وتلاحق خدام العديد من الاتهامات، أبرزها اتهامه باستغلال منصبه خلال سنوات حكم حافظ الأسد، وجمع ثروة تقدر بملايين الدولارات، وأهمها صفقة النفايات النووية ودفنها في تدمر، الأمر الذي نفاه مراراً واتهم به ضابطاً في المخابرات العسكرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.