دانيال برود آخر ضحايا عنصرية الشرطة الأمريكية .. خٌنق حتى الموت
لقيّ مواطن أمريكي يدعى دانيال برود حتفه في العاصمة نيويورك بعدما قام عناصر من الشرطة بتغطية وجهه بقناع واقي ودفعت وجهه نحو الأرض لمدة دقيقتين، حيث أظهر مقطع فيديو تلك العملية العنصرية.
يبلغ دانيال برود من العمر 41 عامًا، كما أنه يعاني من اضطربات نفسية، تم إيقافة من جانب الشرطة في شهر مارس الماضي، حيث تم تقيده وإلباسه قناع واقي تم تصميمه لحماية أفراد الشرطة من بصق الموقوفين، وفقًا لما جاء بموقع (بي بي سي) عربي.
وجراء الاختناق توفي دانيال في وقت لاحق، إلا أن تفاصيل تلك الحادثة لم تظهر في حينها، لكن أسرته كشفتها عبر مؤتمر صحفي أمس الأربعاء.
تفاصيل الحادثة
كشف جو، شقيق دانيال برود، تفاصيل حادثة مقتل شقيقه على يد عناصر من الشرطة الأمريكية، عبر مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، قائلًا إنه اتصل بالشرطة في مدينة روتشيستر يوم 23 مارس الماضي بسبب تعرض أخيه لاضطرابات نفسية حادة، مضيفًا: “اتصلت بالهاتف لنجدة أخي، لا لإعدامه بلا محاكمة”.
وكان دانيال برود يعمل في مستودع، ولديه خمسة أبناء.
وعبر تسجيل فيديو لإحدى كاميرات المراقبة التابعة للشرطة، تحصلت عليه عائلة دانيال، بدى واضحًا جري دانيال بلا ملابس في الشارع لحظة هطول المطر قبل وصول عناصر الشرطة، بعدها ظهر راقدًا على الأرض وعناصر الشرطة تمنعه من الحركة.
وكان دانيال مطيعًا للأوامر من عناصر الشرطة بالانبطاح على الأرض، دون سلاح بحوزته، واضعًا يديه خلف ظهره، وهو يقول بصوت واضح: “طبعًا. طبعًا”.
ولم يقم دانيال بأي مقاومة جسدية، سوى أنه كان ثائرًا ويبصق على عناصر الشرطة المحيطة به، وهو ما أظهره المقطع المصور.
غطاء في الرأس
أخبر دانيال عناصر الشرطة أنه كان مصاب بفيروس كورونا، فقاموا بإلباسه “قناع بصاق أبيض” في رأسه، حيث ظهر رجل شرطة وهو يضغط بيديه على رأس دانيال الملقى على الأرض قائلًا: “كفّ عن البصق”.
بعدها لم يتحرك دانيال كما كان في الأول، ووقف عن التلوي، فقال شرطي: “جسده يبدو باردا”. وحاول حينها رجال الشرطة إنعاشه وتم وضعه في سيارة إسعاف، ومات بعد تلك الحدثة بإسبوع يوم 30 مارس.
ويقول محام عائلة دانيال إن السبب في تأخر الإعلان عن القضية هو أن الحصول على مقطع الفيديو استغرق “شهورا”.
تفاصيل تقرير الطب الشرعي
قالت صحيفة “آند كرونيكل” التي تصدر في مدينة روتشيستر، إن تقرير الطب الشرعي بعد تشريح الجثة يوضح أن دنيال تعرض لجريمة قتل بسبب “مضاعفات اختناق في موقع تقييد حركة الجسد”.
وذكر التقرير أن عقار الهلوسة “بي سي بي” ذو المفعول القوي كان هو الآخر من الأسباب التي أدت للوفاة.
مظاهرات غاضبة
وبعد المؤتمر الصحفي لأسرة دانيال برود خرجت مظاهرت غاضبة في مدينة روتشيستر بولاية نيويورك يوم الأربعاء، رفضًا لقتل الشاب الأسود، وقامت الشرطة باعتقال عدد من المتظاهرين اقتحمو مركز للشرطة وتم الإفراج عنهم بعد وقت قليل.
وفي أول تعليق رسمي على الحادثة، رفض وزير العدل الأمريكي، وليام بار، الأربعاء، الاتهامات بالتمييز بين المواطنين السود والبيض.
وقال بار في مقابلة مع شبكة سي إن إن “إنها واقعة نادرة أن يطلق شرطي أبيض الرصاص على شخص أسود أعزل. أظن السردية التي تقول إن الشرطة دأبت على إطلاق الرصاص على السود العُزّل هي سردية كاذبة”.
ووصف المدعي العام في ولاية نيويورك حادث مقتل دانيال برود بالمأساة، وقال إن تحقيقا يجري في الأمر، لكن العناصر الشرطية المتورطة لم يتم تعليق عملها.
جدير بالذكر أن حوادث الاعتداء على الأشخاص ذوي البشرة السمراء تكررت في الآونة الأخيرة، حيث عادت للأذهان مرة أخرى وقائع مقتل المواطن جورج فلويد على يد عناصر من الشرطة الأمريكية قبل أشهر ماضية، وذلك بعد أن تكررت الحادثة ولكن بتفاصيل مختلفة بولاية ويسكنسون بعدما أطلقت الشرطة النار على رجل أسود عدة مرات.
واندلعت بعدها احتجاجات عنيفة في الولاية غضبًا على إصابة المواطن الأمريكي بعدة طلقات وهو حاليًا بحالة خطرة بغرفة العناية المكثفة بإحدى مشافي الولاية.