سوريا.. عائلة الضحية يخطفون المتهم ويحققون معه متجاهلين القانون

سوريا.. عائلة الضحية يخطفون المتهم ويحققون معه متجاهلين القانون
0

تكررت حوادث الاحتكام الشخصي في سوريا وتجاهل الجهات الأمنية والقانون، والتي تثير جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض للتسيب الأمني الذي تشهده البلاد مؤخراً.

إذ أقدم أفراد من عائلة “أبو لطيف” في محافظة السويداء في جنوب سوريا على اختطاف شخص متهم بقتل أحد أفراد عائلتهم والتحقيق معه بعيداً عن السلطات الأمنية في المنطقة.

فقد كشف أحد أفراد عائلة “أبو لطيف” أن قريبه المدعو “مدين صابر أبو لطيف”، قتل قبل أيام على طريق “سهوة البلاطة” وتمت سرقة سيارته، وبعد المتابعة الشخصية تبين للعائلة وجود متهم من عائلة “درويش”.

وعليه سارع أقرباء الضحية باختطاف المتهم واحتجازه ليل أمس الأحد، والتحقيق معه، ليعترف بارتكاب الجريمة مع شخص آخر، بحسب سناك سوري.

وأفادت المصادر أن أقرباء الضحية هاجموا منزل المتهم البالغ من العمر 20 عاماً، قرب مفرق “كناكر”، واختطفوه وطالبوا عائلة المتهم الثاني بتسليمه لهم على الفور، بعد تواريه عن الأنظار.

وأحدثت الحادثة جدلاً واسعاً بين السوريين عبر مواقع التواصل، وكان رأي الغالبية أن القانون يجب أن يأخذ مجراه سواء بالتحقيقات، أو بإنزال العقاب المناسب ولا يجوز الاحتكام للثأر الشخصي، كون ذلك أحد مهام الجهات المختصة وليس أهل الضحية.

وهذه الحادثة ليست الوحيدة في سوريا إذ أقدم عدد من الأهالي في حي الرادار بمحافظة طرطوس في سوريا في فبراير الفائت، على تقييد رجل متهم بالاحتيال على عامود كهرباء وضربه بالأحذية والأيادي.

وكانت ردة فعل الأهالي بحق (م.س) كونه متهم بالاحتيال والنصب عليهم بملايين الليرات مقابل بيع وشراء عقارات في المنطقة.

وأفادت مصادر أمنية، أنه ألقي القبض على متهم بالاحتيال يُدعى “م . س” نصب على عدد من الأسر الفقيرة في حي الرادار جنوبي طرطوس، من خلال إيهامهم بشراء عقارات ومنازل لهم في المنطقة.

وأوضح المصدر أن المتهم بالاحتيال مقيم بحي الرادار ويمتلك مكتب عقاري في الحي، واستغل عمله واحتال على أكثر من شخص بمبالغ كبيرة، ويُقدّر المبلغ الذي قام بجمعه من وراء الاحتيال على الأسر حوالي 220 مليون ليرة.

وعلَّق مختار الحي على الحادثة وعدَّ أن الاقتصاص الذاتي وعدم الرجوع إلى القانون “تشفي بكرامة الإنسان وهذا ليس من شيم الأهالي رغم كل شيء”.

لم ينتظر الأهالي في حي الرداد أن تُحال شكواهم إلى الجهات المختصة لعلمهم أن الشكوى ستأخذ وقت طويل وقد لا تأتي بنتيجة نتيجة الرشاوى والمحسوبيات والفساد المعروف عنه في أجهزة الشرطة في المحافظة.

كما أن السوريين يعلمون بالمجمل أن جواب الجهات المختصة سيكون أن “القانون لا يحمي المغفلين” وأنهم من وضعوا أنفسهم عرضة للاحتيال لقلة درايته بالإجراءات القانونية في عمليات البيع والشراء.

يعاني السوريون حالياً من الحرب الباردة في الداخل، التي خلقت أزمات معيشية خانقة طالت لقمة الخبز، مروراً بالمحروقات والكهرباء والغلاء.

وما يزيد من معاناة الشعب السوري، تصريحات المسؤولين في الحكومة السورية والتي أقل ما توصف به أنها بعيدة عن الواقع بُعد الشمس عن الأرض، كحال متهم بالاحتيال في طرطوس لن تتم محاسبته مهما فعل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.