شراء الذهب .. الملاذ الآمن لحفظ الأموال في ظل الأزمات الاقتصادية

شراء الذهب الوسيلة الانجع لحفظ المال في زمن الازمة الاقتصادية \ Free Press Journal
0

في ظل الأزمة المالية التي تضرب العالم أجمع جراء تأثيرات فيروس كورونا على الاقتصاديات، أصبحت عملية شراء الذهب وحفظة بمثابة الملاذ الآمن الذي لجأ إليه كثيرون خلال الأشهر القليلة الماضية. 

وتوجه العديد من المستثمرين والبنوك المركزية حول العالم صوب المعدن النفيس بالتزامن مع الانهيار في الأصول المالية الأخرى.

هذا التوجه للتكالب على شراء الذهب لا يعد بالأمر الجديد على المستثمرين، أفرادًا أو مؤسسات أو حتى حكومات، فطالما كان الذهب هو الملجأ طوال الحقبات التاريخية الماضية في زمن الأزمات الاقتصادية.

اخفاض سعر الدولار

وبحسب موقع (اندبندنت عربية) أرجع عدد من المختصون، تكالب الجهات على شراء الذهب رغمًا عن وصول أسعاره إلى مستويات قياسية، لانخفاض سعر الدولار الأميركي على الصعيد العالمي.

وأوضح المختصون أن البنوك المركزية في عدد من الدول اتبعت في الأشهر الماضية سياسة التحوط بشراء كميات من الذهب حتى تواجه التخضم وانخفاض العملة، مع توقع لاستقرار سعر الذهب وانخفاضه خلال الفترة القادمة لكنه سيعاود الارتفاع مجددًا.

وذكر المحللون أن الذهب يميل إلى الاستفادة من تدابير التحفيز الواسعة النطاق من البنوك المركزية، إذ إنه يُعتبر تحوطاً في مواجهة التضخم وانخفاض العملة، متوقعين استقرار الذهب وانخفاضه قليلاً قبل أن يستأنف الصعود مرة أخرى.

آثار جائحة كورونا

ومع التداعيات الاقتصادية التي فرضها فيروس كورونا، أصبح الرهان على الذهب ضمن الخطط الرامية لتعافي الاقتصاد المنهك، حيث تجاوزت عدد الإصابات بفيروس كورونا عالميًا 19 مليون إصابة.

ومنذ دخولنا في العام الجديد، ومع الوضع الذي فرصه انتشار فيروس كورونا، قفز سعر الذهب إلى أكثر من 33%، حيث صعد من سعر 1523 دولار إلى 2935 دولار حتى يوم الجمعة الماضية، محققًا ربحًا يساوي 512 دولار.

استثمار تراجع الدولار

يؤكد مدير مركز البحوث والتطوير في “نور كابيتال”، محمد حشاد، في دبي، أن زيادة نسبة السيولة لدى المستثمرين جعلتهم يركزون على شراء الذهب باعتباره ملاذ آمن، خشية الاستثمار في مجالات أخرى مرتفعة المخاطر مقارنة مع الذهب.

وعن التغييرات والتطورات التي يشهدها العالم الآن، يشدد حشاد بأن المعدن النفيس بات يركز عليه غالبية المستثمرين في خططهم على المدى المتوسط أو الطويل، بعدما حقق أرباحًا قياسية لترتفع قيمة الأونصة الواحدة من الذهب إلى 2075 دولار أميركي.

وشدد حشاد على أن الذهب في الأشهر الأخيرة شهد نشاطًا كبيرًا، ليصبح أفضل وسيلة استثمارية تمكنت من استثمار تراجع الدولار الأميركي، حيث استفاد من عملية الزخم الشرائي الكبير مقابل عمليات البيع المكثفة التي شهدها الدولار.

الذهب خالف التوقعات

بدوره كشف المدير الشريك بمجموعة “سبائك” رجب حامد، بأن الذهب خالف جميع توقعات الاقتصاديين، بحدوث عملية تصحيح في أسعار الذهب بعدما وصل لسعر 1900 دولار للأونصة، لكن الذهب واصل في رحلة الصعود إلى أن بلغ سعر الأونصة الواحدة 2075 دولار، متوقعًا حدوث زيادة في الفترة القادمة تصل إلى 2100 دولار للأونصة الواحدة.

ويمضي حشاد في القول: “الذهب استفاد من تفاقم المخاوف بشأن موجة ثانية لكورونا، وتحول السيولة إلى ملاذات آمنة، إلى جانب العوامل الاقتصادية التي تتضمن ضعفًا عامًا في الدولار، وانخفاض عائد الأسهم والسندات بنسب كبيرة، ما جعل شهية المخاطرة تنخفض بنحو لافت”.

استفادة من السياسات الأميركية

أما محلل أسواق السلع العالمية، جون لوكا، فقد أكد أن الذهب استفاد كثيرًا من السياسات الأميركية، المتعلقة بطباعة الدولار من قبل البنك الفيدرالي الأميركي، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة.

وأوضح لوكا، أن القاعدة العامة تقول، إنه لا يمكن لأي سلعة كالذهب والنفط أو غيرهما، أن تواصل الارتفاع إلى ما لا نهاية، ولا بد أن تشهد في وقت معين التصحيح السليم لأسعار شراء الذهب قبل أن تعود من جديد إلى الارتفاع، وفقًا للمؤشرات الاقتصادية في أميركا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.