طفلة مصابة بالتوحد تبدع في مدح نبي الإسلام والإنشاد الديني
لن تصدق حينما تستمع إلى طفلة لا تتجاوز العشرة أعوام وهي تمدح نبي الإسلام ويقال لك إنها مصابة بالتوحد منذ ساعة ولادتها.
الطفلة هند خرجت إلى الدينا بعد مخاض عسير في ولادتها، وكادت أن تموت تلك الرضيعة بعدما حدث نقص في الأكسجين قاد إلى تعطيل مراكز المخ.
والدها انتظراها بفارغ الصبر لتخرج إلى الحياة، لكنها كانت لحظات عصيبة للغاية، وفي الأخير أطلت إلى الدنيا، لكن على والديها تقبل الواقع فيما بعد مهمًا كان.
نصيحة الأطباء
نصح الأطباء الوالدة سناء جلال والتي لم تكن على علم بأنها أنجبت طفلة مصابة بالتوحد ، فكانت النتيجة أنها انتظرتها حتى تبلغ 5 سنوات لتقدر على النطق، لكنها لم تعرف أن قدرا أجمل في انتظارها. وحين تنفك عقدة لسانها، سيصبح المدح النبوي والإنشاد الديني سبيل هند للخروج من دوائر الصمت.
الطفلة المعجزة
“المسك فاح المسك فاح لما ذكرنا رسول الله، النور لاح النور لاح لما حضر أبا الزهراء” في ذكرى الهجرة النبوية، تغنت الصغيرة التي لم تتجاوز العشرة أعوام.
إذ تحكي والدتها رحلتها من مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة (شمال القاهرة) إلى أن أصبحت أشهر طفلة عرفتها مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا.
فقد تجاوزت مشاهدات فيديوهاتها الأخيرة 11 مليون مشاهدة في أيام قليلة، وفقًا لموقع (الجزيرة نت)، معجزة احتفى بها الكثيرون من أساطير المدح والإنشاد، وكان السبب أم لم تنتظر معجزة بل صنعتها.
منذ نعومة أظافرها
تقول الأم، إن موهبة طفلتها بدأت منذ كانت في الثالثة من عمرها. لم تكن تنطق بشكل جيد، والحروف تتلعثم على لسانها، محاولات عدة زيارات كثيرة لمراكز التخاطب، كلها كانت تبوء بالفشل، واستمر النطق صعبا.
غير كلمات المديح والإنشاد الديني كانت تجري على لسان الصغيرة مجرى ندائها على أمها، فكلمة ماما، هي الوحيدة التي كانت تنطقها بشكل سليم، ومعها أنشودة “مولاي صلي وسلم” التي لفتت نظرها عن أغاني الأطفال، والأغاني الشهيرة التي عادة ما تجذب انتباه الأطفال في مثل عمرها.
تعرض الطفلة للتنمر
رغم التنمر الذي عانت منه الصغيرة في المدرسة، فإن نجاح مقاطعها على مواقع التواصل، وموهبتها اللافتة، جعلا لها مكانة خاصة لدى أهل إيتاي البارود، ورغم عدم ارتياح أمها لثقافة القرية التي تصف ابنتها بالبركة، فإن ما حدث مع هند كان تجسيدا لهذه البركة التي أطلت على حياتهما.
تقول الأم “لم أكن أتوقع أن تسير الأمور على هذا النحو، ولم أتوقع أبدا هذا النجاح، ولا كل هذا الدعم من أجل صغيرتي، لكن لله تدابير يعجز المرء عن فهمها”.
إعجاز آخر
شهور طويلة قضتها هند في تعلم الإمساك بالقلم، لكنها منذ أن تعلمت لم تفلته أبدا، وتميزت في اللغة الإنجليزية والرياضيات والخط العربي، وهو ما يعتبر إعجازا آخر بالنسبة لحالتها الصحية.
ورغم الدعم المستمر من الأم في محاولات تشجيع طفلتها، نحو المليون الأول، فإن إرادة الله حكمت بملايين عديدة، أعطت دافعا للأم في أن تحصل ابنتها على دعم يجعلها تصبح من كبار المنشدين في العالم العربي.
دعم أحد المنشدين
وتابعت الأم “أنا سعيت بكل ما أملك وبكل ما أعرف من أجل تدريبها بشكل أفضل، ذهبنا لمراكز لتحسين الصوت، وتنظيم التنفس، لكن الدراسة الأكاديمية تشكل عبئا ذهنيا كبيرا على هند، لهذا كل ما أتمناه أن يدعمها أحد المنشدين الكبار، فهي تجيد التعلم بالسمع والتجربة”.
وحلم هند أضحى قريبا من التحقق، لكن كل ما تتمناه والدتها هو أن يدوم الحلم ويستمر واقعًا جميلا.