فلسطين.. الاحتفاء بيوم الأرض يقاوم الظروف السياسية المعقدة

يوم الأرض الفلسطيني المصدر تويتر
0

يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كل عام ذكرى الاحتفاء بيوم الأرض وذلك للتعبير عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة .

ويأتي الاحتفاء بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة، خرجت على أثرها المظاهرات التي توسعت لاحقاُ وأدت إلى مواجهات بين الفلسطينيين و السلطات الإسرائيلية، انتهت باعتقال ومقتل العديد من الفلسطينيين.

توغل إسرائيلي مستمر

وعلى الرغم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية والتوغّل في مخططات الاستيطان، فرض تفشي وباء فيروس كورونا على الفلسطينيين إحياء الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض .

وفيما كانت الإجراءات الفلسطينية وصلت حد فرض حالة الطوارئ منعاً لتفشي الوباء، فإن الممارسات الإسرائيلية من مصادرة الأراضي والانتهاكات بحق الفلسطينيين شهدت تصاعداً ملموساً .

وزاد الإسرائيليون من وتيرة اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين، في ظل وضع الطوارئ الذي ألزم مئات آلاف الفلسطينيين بيوتهم .

ويأتي كل ذلك في ظل غياب سياسة فلسطينية للتصدي للمستعمرات التي تتوسع يومياً على الأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، بحيث لم يتبق على هذه الأرض ما يمكّن الفلسطينيين من إقامة دولتهم عليه.

احتجاجت متواصلة

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة قد أعلن اليوم الاثنين الموافق الثلاثين من مارس مقتل 4 فلسطينيين وإصابة المئات برصاص الجيش الإسرائيلي وسط التوتر والاحتجاجات الفلسطينية التي تداد رقعتها يوماً بعد الآخر .

وذكر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في الثامن والعشرين من مارس أن الجيش نشر أكثر من 100 قناص على امتداد الحدود مع غزة، ومدد أسلاكاً شائكة على الحدود تحسباً لأي اختراق محتمل من الجانب الفلسطيني في الساعات القليلة المقبلة .

ومن المتعارف عنه أنه تتنشط الدعوات إلى المظاهرات والاحتجاجات في مثل هذا اليوم من كل عام لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 .

الخلفية التاريخية للحدث

قبل قيام إسرائيل، كان الفلسطينيون من العرب يعتمدون بشكل كبير على الزراعة بنسبة ما يقارب 70 في المئة كمصدر للعيش .

ولكن حرب العام  1948 أدت إلى هجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين لقراهم ومدنهم المختلفة، وفي 1950، أصدرت إسرائيل قانون العودة فتوافد من خلالها الكثير أعداد كبيرة من اليهود حول العالم .

وفي نفس الوقت، سنت إسرائيل قانون ” أملاك الغائبين” الذي قامت بموجبه بمصادرة أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب، وبالتالي فاليهود الجدد اشتروا تلك الأراضي المصادرة من الدولة وقاموا بامتلاكها .

ومن المتعارف عليه لم يقم الفلسطينيين بأي احتجاجات قبل عام 1970، ضد سياسيات اسرائيل بسبب الحكم العسكري والفقر والعزلة وعدم تبلور حركة سياسية قوية بين الفلسطينيين في ذلك الوقت .

أول قانون مصادرة

وكان قانون المصادرة الأول تحت اسم ” تطوير الجليل” وصوُدرت بموجبه أراض لعرب الداخل في المناطق الإسرائيلية، بالإضافة إلى أراضي اللاجئين في عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وسخنين وعرابة وطرعان وكابول وغيرها من الأراضي .

فاحتجّ الأهالي على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل، وازدادت حدّة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي بشكل كبير لدرجة استخدام الدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية، وقتل وجرح العديد في منطقة عرابة وسخنين وغيرها من المناطق .

ولا شك أنه في ظل هذه التقلبات السياسية فإن الاحتفاء بيوم الأرض في فلسطين يأتي من واقع مطالبات الشعب الفلسطيني في حقه في الأرض الفلسطينية التي أقام عليها الاحتلال الإسرائيلي دولة خاصة به .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.