كورونا .. وقف القتال في ليبيا إلى حين!!
أبدى الجنرال خليفة حفتر موافقته فيما يتعلق بعملية وقف القتال في ليبيا استجابة للمطالب الدولية والشعبية جراء أزمة وباء فيروس كورونا المستجد والتي ألقت بظلالها على العالم أجمع.
ووفقًا لموقع (عربي 21) فقد أثارت هذه الموافقة بعض التساؤلات حول تطبيق هذا الأمر فعليًا على أرض الواقع، أم أن الجنرال الليبي بات مجبرًا على وقف القتال لأسباب أخرى!
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، قد أكد أن “القيادة العامة (حفتر) ترحب بالدعوة الصادرة بخصوص وقف القتال لأغراض إنسانية للاستجابة لوباء “كورونا”، مؤكدًا أن قواتهم ملتزمة بوقف القتال طالما التزمت به بقية الأطراف في إطار الالتزام المتبادل”.
مطالب دولية لأطراف ليبيا
وصدرت عن هيئة الأمم المتحدة وسفارات غربية وعربية، مطالبات تدعو أطراف النزاع في ليبيا بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك مع تفشي وباء كورونا، حتى تتاح الفرصة أمام السلطات المحلية للتعامل مع التحدي غير المسبوق لهذا الفيروس الذي يهدد البشرية عامة.
الوفاق ترحب
بدورها رحبت حكومة الوفاق الليبية، بهذه المطالب الدولية، وأكدت على التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2510 لسنة 2020 الذي يعزز نتائج مؤتمر برلين وينص على جملة مقررات من بينها وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين”، وفق بيان رسمي.
تشكيك
وأبدت حكومة الوفاق الليبية عدم ارتياحها من قرار قوات حفتر المتعلق بعملية وقف القتال، مشككة في نوايا الطرف الآخر، حيث شدد المتحدث باسم رئاسة الأركان التابعة للحكومة الليبية العقيد محمد قنونو، بعدم ثقتهم في تصريحات حفتر وناطقه، مشيرًا إلى أن القرار ليس بأيديهم، متسائلًا: “ماذا يعني أن يعلن عن وقف الاقتتال، ونحن في فترة وقف إطلاق نار منذ يناير الماضي“.
وأضاف: “لقد عهدنا من حفتر الغدر، ولن نأمن جانبه، أما قراراته المعلنة فلا وزن لها عندنا، فإذا كان صادقا فلينسحب إلى الحدود التي حددتها له لجنة الرئاسي المشاركة في اجتماعات اللجنة العسكرية (5+ 5) بجنيف”.
حفتر أخطر من الوباء
عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، قال إن “حفتر لازال متعنتا ويصر على السيطرة على طرابلس من أجل الوصول للسلطة، وفي سبيل ذلك أراق دماء كثيرة لم يعبأ لها يوما وأزهق أرواح أكثر مما سجل من وفيات بسبب “كورونا” في العالم كله”.
وأضاف: “لذا فإن “حفتر” الآن هو أخطر على الليبيين من أي وباء يمكن تخيله لأنه مستعد من أجل الوصول لمراده أن يضحي بالشعب الليبي بأكمله”، بحسب قوله.
الهجمات مستمرة
لكن السفير الليبي وكبير مستشارين سابق بالأمم المتحدة، إبراهيم قرادة، أكد أن “الدعوات الدولية والشعبية تتزايد وتتصاعد حاليا من أجل تبيث وتفعيل هدنة لأغراض إنسانية لتسخير الجهود لمواجهة جائحة “كورونا”، لكن للأسف حتى أيام قليلة لازالت الهجمات مستمرة وقصف أحياء في العاصمة”.
وأضاف :”هناك من يقول إن هذه العمليات هي محاولات مستميتة لإحراز تقدم بأي شكل بعد عام من شلل الهجوم وذلك باستغلال الضغوط الناتجة عن وباء “كورونا”، غير أن هذا التكتيك للأسف لا يقدر عواقب ذلك على سلامة وحياة السكان المدنيين في مدينة طرابلس التي يسكنها ثلث الليبييين”، كما رأى.
الصواريخ تتساقط
على الجانب الآخر، قال العقيد مفتاح حمزة، الخبير العسكري المساند للوفاق في ليبيا ، إن العمليات العسكرية لم تتوقف بعد.
وأضاف حمزة، أن قوات الوفاق تقف في وضع المدافع عن العاصمة طرابلس في ظل الأزمة العالمية التي تهدد البشرية، وأن الصواريخ تتساقط على العاصمة من الجانب الآخر، بحسب قوله.
قول حمزة يقابله قول المصادر العسكرية الرسمية من جيش ليبيا ، بأن قواته ملتزمة بالهدنة وأنها فقط ترد على اعتداءات القوات من الجانب الأخر التابع للوفاق، والتي تصفها بـ”المليشيات”.