لبنان .. مخاوف من انتشار كورونا وراء جدران السجون

إحدى السجون اللبنانية \ The Daily Star
0

مع صبيحة كل يوم يزداد انتشار فيروس كورونا في لبنان وتزداد أرقام حالات الإصابة والوفيات، في وقت تسعى فيه السلطات للحد من هذه الانتشار وإصدار قوانين تعمل على كبح جماح كوفيد 19.

ومع هذه الأوضاع في البلد الذي عيش حالة من عدم الاتزان سياسيًا واقتصاديًا، برزت إلى السطح في الأيام القليلة الماضية قضية السجون اللبنانية، المكتظة بالنزلاء في دعاوى جنائية.

حيث ارتفعت أصوات المحكومين بالمطالبة بإقرار قانون للعفو العام، في ظل انتشار فيروس “كورونا المستجد”، والمخاوف من تفشيه داخل الزنزانات.

ويوجد في لبنان 19 سجنًا للرجال و4 للنساء وواحد للأحداث يضم ذكورًا وآخر يضم فتيات، وهي تحت رقابة وزارة العدل.

موضوع شائك

وتناولت وكالة (الأناضول) للأنباء، في تقرير أعدته إمكانية إصدار عفو عام عن المساجين في لبنان بسبب انتشار فيروس كورونا ، حيث قال الوكيل القانوني للموقوفين الإسلاميين، محمد صبلوح، إن “موضوع العفو العام شائك، لأنه يُستخدم حسب مصلحة كل جهة سياسية قبل الانتخابات النيابية، ويوجد داخل السجون نحو 2300 مسجون (إسلامي)”.

وبشأن إن كانت أزمة انتشار كورونا في لبنان ستُسرّع بإقرار القانون، يجيب بأن “دول العالم أقدمت على هذه الخطوة إلّا لبنان، رغم أن السجون اللبنانية معدومة ومكتظة”.

ويتابع: “في حال تفشي الوباء سنقع أمام كارثة حقيقة، وبحسب معلوماتي فإنّ الحكومة اجتمعت قبل أيام، وهي تتفاوض على هذا القانون، لكن حتى الآن راوح مكانك (لا جديد)”.

ويشدد على أنه “إذا طال لا سمح الله الوباء أحد المساجين سأرفع إلى المنظمات الدولية دعاوى قضائية بتهمة التقصير والاستهتار بحياة السجناء”.

وضع السجون هش

عضو الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان (غير حكومية)، بسام القنطار، حذر من أن “الوضع الصحي بسجون لبنان هش بالأساس، ومنذ 6 أشهر انتقل الجرب بين مساجين لسوء النظافة”.

ويقول القنطار: “في الوقت الراهن ليس هناك انتقال لفيروس الكورونا، لكنّ انتقاله مسألة وقت فقط”.

ويستطرد: “الكورونا هو استحقاق كبير أمام المنظومة السجنية، والمشكلة الآن هي غياب المحاكمات عن عشرات المواقفين احتياطيًا، وصولًا إلى أشخاص انهوا محكومياتهم، لكن لهم مشكلات مالية لدفع الكفالات”.

مخاطر كبيرة

وبخصوص سلامة السجون، تكشف رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات، أنديرا الزهيري، للأناضول، إن “الأبنية باتت تشكّل مصدرًا لإنبعاث الغازات السامة المضرّة بصحة السجين، ما تعرضه لمخاطر كبيرة وتُضعف مناعته، ومن الممكن أن تنقل أي عدوى بين المساجين أو بين أهلهم، وأيضًا إلى العناصر الأمنية”.

وتعتبر الزهيري أن “السجون في لبنان هي مصيدة لوباء الكورونا الفتاك، الذي ينقض على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وهو ينتقل من خلال المسطحات والعدوى المباشرة وغير المباشرة”.

ارتفاع عدد الإصابات

على صعيد متصل، كشفت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الثلاثاء ، تسجيل 17 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد وارتفاع عدد الإصابات في البلاد إلى 463 حالة ثبتت من خلال الفحوص المخبرية التى تجريها المستشفيات الجامعية اللبنانية والمختبرات الخاصة بحسب الجزيرة نت.

وأعلنت الوزارة عن تسجيل حالة وفاة جديدة لمريض في العقد الخامس من العمر، وكان يعاني أمراضًا مزمنة ليرتفع بذلك عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في لبنان إلى 12 حالة.

يذكر أن السلطات اللبنانية قد طالبت المواطنين بالتزام الحجر المنزلي التام، مؤكدة أن هذا الإجراء أصبح يمثل مسئولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.