ما المنتظر من قمة بوتين وأردوغان بشأن سوريا؟
يتوجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس إلى روسيا لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول التصعيد في شمال غرب سوريا حيث تشنّ أنقرة عملية عسكرية ضد النظام السوري المدعوم من روسيا.
يأتي ذلك في وقت شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو تدهورا في الأسابيع الأخيرة على خلفية الوضع في سوريا.
وأعلنت تركيا الأحد البدء بعملية عسكرية ضد النظام السوري في منطقة إدلب، حيث أسقطت طائرتين حربيتين سوريتين وقتلت 19 عسكرياً سورياً.
وأطلقت أنقرة عملية “درع الربيع” بعد أسابيع من التصعيد، وبعد مقتل أكثر من 30 عسكرياً تركياً الأسبوع الماضي بضربات جوية نسبتها أنقرة إلى النظام السوري.
ويشنّ النظام منذ كانون الأول/ديسمبر بدعم جوي روسي عملية دامية لاستعادة محافظة إدلب، المعقل الأخير لمجموعات معارضة وجهادية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر نظيره السوري بشار الأسد وأمهله حتى نهاية الشهر الجاري لسحب قواته إلى ما قبل حدود اتفاق سوتشي.
كما هدّد أردوغان بالردّ عسكرياً “برا وجوا” على أي عمل عسكري سوري يستهدف الجيش التركي وحلفاءه شرق الفرات وغربه.
ويقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن رد سوريا على تهديدات أردوغان جاء “ميدانيا وسريعا باستمرار تقدم قوات الجيش العربي السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وسيطرتها على 20 بلدة وقرية خلال 24 ساعة، ووصولها إلى أطراف مدينة سراقب الاستراتيجية“.
ويضيف عطوان: “أردوغان يقول إنه أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين أن بلاده سترد بأكبر قدر ممكن من الحزم في حال تعرضت قواتها لهجوم جديد من قبل الجيش السوري، أثناء اتصال هاتفي معه، ولكنه لم يقل كيف كان رد الرئيس الروسي على هذا التهديد، ومن المرجح أن يكون رافضا لمثل هذه التهديدات، فروسيا هي التي أعطت الضوء الأخضر للجيش العربي السوري لبدء الهجوم”.
ويقول عمر كوش في صحيفة العربي الجديد اللندنية إن “تصعيد الحملة العسكرية التي يشنها النظامان، الروسي والسوري، على محافظة إدلب السورية، يدخل من باب زيادة الضغوط الروسية على الساسة الأتراك في الملف السوري، وعن أغراض هذا التصعيد، وتزامنه مع التجاذبات والمشادّات في الملف الليبي”.
مسار العلاقات الروسية-التركية، خلال السنوات الماضية، يكشف أن تغيرات عديدة طالت هذا المسار، خصوصا في الملف السوري، حيث طالب بوتين أردوغان بالاعتذار رسمياً عن إسقاط تركيا طائرة سوخوي 24 روسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ولجأ على أثرها إلى قطع جميع الاتصالات العسكرية مع تركيا، مع فرض عقوبات اقتصادية عليها.
وأستبق كل من بوتين وأردوغان القمة المرتقبة بينهما ،مؤكدين على حرصهما تجنب المواجهة العسكرية ،مع تشدد كل طرف بالحفاظ على موقفه مما يجري.
ويثير التصعيد في إدلب مخاوف المجتمع الدولي في ظلّ تدهور الوضع الإنساني فيها. ونزح نحو مليون شخص من المحافظة المحاذية لتركيا منذ بدء عملية النظام في كانون الأول/ديسمبر، في حركة نزوح غير مسبوقة منذ بدء النزاع في عام 2011 والذي أودى حتى الآن بحياة 380 ألف شخص.
وقال مراقبون إن روسيا تسعى لإقامة الحجة على الرئيس التركي الذي ظل يطالب بلقاء مع نظيره الروسي لإنهاء التوتر في إدلب، لافتين إلى أن بوتين من المنتظر أن يُفْهِم أردوغان بأن مواقف القيادات العسكرية على الأرض، كما موقف وزير الخارجية أو نائبه، تعبر عن الموقف الرسمي الروسي، وأن على أنقرة الكف عن أسلوب الاستثمار في اختلاف المواقف والتصريحات بين المسؤولين الروس.