مخيم الركبان السوري.. معاناة متجددة وتخوف من القادم
تعيش الأسر السورية في معسكرات النازحين الكثير من المعاناة جراء الظروف المختلفة، الأمر الذي جعل منظمات المجتمع المدني تدق ناقوس الخطر للأوضاع التي يعيشها هؤلاء في ظل حالة من الاستنفار من أجل مد يد العون .
معاناة سكان الركبان
ففي المثلث الذي يجمع بين سوريا والأدن العراق يقع مخيم الركبان للنازحين السوريين، والذي تحاصره قوات النظام السوري رفقة القوات الروسية لأكثر من عام .
كما أن المتواجدين في مخيم الركبان يعيشون أوضاعاً بالغة التعقيد تتمثل معظمها في مشاكل فصل الصيف وحرّه الشديد، فخلاف المعاناة التي يعيشها المتواجدون في المخيم فإن الأوضاع الصحراوية للبيئة هناك تزيد من إشكالياتهم .
ومن المتعارف عليه فإن الخيام التي يوجد بها النازحين السوريين لاتتحمل الكثير من درجات الحراراة العالية، باعتبار أن البيئة ليست مناسبة، مع أزدياد درجات الحراراة يوماً بعد الآخر قبل حلول منتصف الصيف في تلك المنطقة .
كوارث متنوعة
وبين الحين والآخر تهب العواصف الترابية التي تجعل من مخيم الركبان الذي يسكنه النازحون غير قادر على مجابهة ظروف المنطقة، كما أن البيوت الطينية التي تم بنايتها تكون أشد حراراة من الداخل، ما يشير إلى أن العديد من الكوارث قد تحدث بالمنطقة .
كما أن هذه البيوت الطينية غالباً ما يحتوي السقف الخاص بها على الأخشاب والقصب، وهو ما يجعلها عرضة للدمار والخرب جراء أي عواصف ترابية تحل بالمكان .
بالإضافة إلى كل هذه الإشكاليات فإن عدم وجود الماء النقي الصالح للشرب يتصدر المشاكل التي تواجه المتواجدين في المعسكر، كما أنه ومع حلول فصل الصيف فإن الحوجة للمياه تصبح أكثر في ظل أوضاع بالغة الصعوبة .
الأمراض المزمنة
وقد تكون الأمراض والإشكاليات الصحية من أبرز هذه الكوارث، ما يجعل من البقاء لمدة أطول في تلك المناطق يعرض الكثير من النازحين لخطورة الأمراض المزمنة، في وقت لا توجد فيه علاجات متوفرة من أجل الحد من مثل هذه الإشكالات، بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها عدد من منظمات المجتمع المدني في إيصال الدواء إلى النازحين .
وكثرت في الأونة الأخيرة حالات الإصابة بالأمراض المختلفة لدى الأطفال، وأبرز هذه الأمراض يتمثل في التهاب الأمعاء بجانب الاسهالات المائية نتيجة لعدم وجود البيئة المناسبة للأطفال .
ويتواجد بحسب وسائل إعلام سورية في الوقت الراهن في المخيم حوالي 12.200 نازح، وهو ضعف العدد الذي كان بالمخيم في العام الماضي، ما يوضح حقيقة صعوبة التواجد في تلك المناطق .
وتزداد معاناة جميع المتواجدين في مخيم الركبان في ظل عدم قدرة المساعدات الدولية في الوصول إليهم في ظل حصار متواصل من قبل القوات السورية والروسية، وهو ما يجعل من ظروف هؤلاء النازحين تزداد تعقيداً يوماً بعد الآخر مع مرور الوقت .