مشروع الطاقة الإيراني.. الغرب يقلق والفوائد الإيرانية تتزايد

مرحلة بناء المشروع تغلبت على العقبات الناجمة عن العقوبات الأميركية (رويترز)
0

تعتبر مدينة جاسك الإيرانية من المدن الاستراتيجية بالنسبة للبلد، إذ تعتبر ميناء كبير وتطل على خليج عمان، وهي عاصمة مقاطعة جاسك الإيرانية، كما أنها موقع قاعدة بالنسبة للقوات البحرية الإيرانية .

وتعمل جمهورية إيران في الفترة الحالية على تطوير مشروع ميناء مدينة جاسك بشكل أفضل، مما يُسمح لمرور المواد النفطية إلى أسيا بشكل آمن، وبعيداً عن سوق النفط العالمية عن طريق إغلاق أو تعطيل مضيق هرمز .

طريقاً خالياً من المشاكل

وكان موقع “أويل برايس” الأميركي قد نشر تقريراً قال فيه الكاتب سايمون واتكينز إن ميناء بندر جاسك لا يطل على مضيق هرمز المحفوف بالمخاطر، وإنما يقع جنوب شرق خليج عمان .

واعتقد الكاتب أن هذا يوفر طريقاً خالياً من المخاطر بالنسبة لمشروع الطاقة الإيراني نسبيا للنقل البحري إلى الأسواق الرئيسية في الشرق بالنسبة لإيران، لا سيما الصين والهند، وإلى أسواق أبعد جنوبا في أفريقيا .

وبداية المشروع في تصدير النفط سوف تعمل على دعم الاقتصاد الوطني الإيراني بشكل كبير لا سيما وأن إيران تتوسع في الجوانب الاقتصادية كلما أمكنها ذلك، وهو الأمر الذي يعتبر بمثابة تحرر من العقوبات الاقتصادية الأمريكية بشكل أو بآخر .

ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى الكاملة من صادرات النفط الخام الإيراني من ميناء جاسك خلال الـ 12 شهراً القادمة إلى الدول المختلفة .

ومن الواضح أن الحكومة الإيرانية سوف تعمل وبمجرد تشغيل الميناء بالكامل سيكون هذا المشروع قادرا على نقل مليون برميل من النفط الخام يوميا من إيران، خاصة في مرحلة أولى من مجموعة الحقول الغنية بالموارد في منطقة غرب كارون .

وسوف تعمل إيران على استخدام ميناء جاسك بهدف نقل إمدادات النفط الخام إلى معامل تكرير البترول ومصانع البتروكيماويات، من أجل رفع نسبة صادرات البلاد إلى الدول الآسيوية أيضاً .

أهمية جزيرة خارك

ويعتبر النموذج الاقتصادي الحالي في إيران في ظل الظروف الحالية غير مستدام، حيث يقع شحن نحو 90% من النفط الإيراني الموجه للتصدير في “جزيرة خارك”، مع مرور معظم الحمولات المتبقية عبر محطات في لاوان وسيري، وهذا ما يجعلها هدفا سهلا للهجمات، وعاملا رئيسا في شل الاقتصاد الإيراني .

وما يميز جزيرة خارك هو موقعها الجغرافي، والّذي تتميّز به لكونها متاخمة وقريبة من الحدود العراقيّة، وأهميّتها الاقتصاديّة الكبيرة نظراً للدور الهام في تصدير النفط، حيث لعبت هذه الجزيرة دوراً بارزاً عبر تاريخها الطويل، في تسهيل العمليات التجاريّة بين بلاد الهند، ومنطقة الخليج العربي .

ولم تكن محطة خارك مثالية للاستخدام من قبل الناقلات نظرا لمدى ضيق مضيق هرمز الذي يجبرها على التحرك ببطء وحذر، وذلك قبل استئناف الولايات المتحدة العقوبات خلال مايو 2018 .

تخطي العقوبات الأميركية

وأوضحت مواقع إلكترونية مختلفة أنه نظرا لتوافق الآراء بين الأحزاب في إيران بشأن مشروع الطاقة الإيراني كان التقدم المحرز سريعا للغاية، ذلك أن مرحلة بناء المشروع لم تبدأ سوى في عام 2018، ولكنها مع ذلك تغلبت على العقبات المختلفة الناجمة عن إعادة فرض العقوبات الأميركية بعد ذلك بوقت قصير .

وتتمثل أهم هذه العراقيل في الحصول على الإمدادات اللازمة من الأنابيب والهندسة المتصلة بها، وتحقق ذلك بفضل الوضع البديل الذي كثيرا ما تستخدمه إيران لإعادة إضفاء الطابع المحلي على التكنولوجيا المطلوبة أو التواصل مع موسكو وبكين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.