أكد حاتم نور مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان أن الفيضانات القوية التي ضربت السودان تهدد مواقع أثرية تضم اهرامات مروي ونوري الملكية.
وجاء في تصريح حاتم نور حول الخطر الذي يُهدد مواقع أثرية في السودان أن مستويات نهر النيل المرتفعة والتي لم يسبق أن شهدها النهر هي ما تهدد الحمام الملكي في مروي، حيث أن حوض الحمام الملكي يمتلئ خلال موسم الفيضان، بحسب سبوتنيك.
وأشار حاتم إلى الجهود التي تبذلها فرق الإنقاذ في حماية الموقع الأثري من الغرق بسبب الفيضانات.
كما أفاد حاتم عن تضرر المقابر التي تقع أسفل الأهرامات في مدينة نوري على عمق يتراوح ما بين 7 إلى 10 أمتار، وقال أن سبب تضررها هو زيادة منسوب المياه الجوفية.
وتعود المقبرة التي تقع تحت الأهرامات مقبرة طهارقة حاكم ما بات يعرف حالياً بمصر والسودان الذي حكمها في القرن السابع قبل الميلاد وتُعد هذه المقبرة من الآثار التاريخية الثمينة والقيمة.
لم تكتفي الفيضانات بالحجر والبشر بل استهدفت تاريخ وحضارة لها من العمر آلاف السنين، استقوت على شعب سطر بطولات في مقاومة الفقر والصراعات الداخلية والحروب العرقية ونسفت منازلهم وشردتهم دون مأوى.
فقد بلغت الخسائر البشرية للفيضانات في السودان حتى الآن نحو مئة قتيل و46 جريحا، فيما غرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تزود البلاد باحتياجاتها من الخضر والفواكه.
وكانت ولايات: ” شمال كردفان، الخرطوم، الجزيرة، القضارف، وولاية سنار” هي الأكثر تضرراً من الفيضانات.
وعلى الرغم من الاستقرار النسبي لمناسيب النيل إلا أن السلطات السودانية لا تستبعد أن تواصل الارتفاع في بعض الأماكن، خاصة العاصمة الخرطوم وبعض المدن على ولاية نهر النيل، في وقت تعيش مناطق مختلفة في السودان أوضاعا إنسانية صعبة أجبرت السلطات على إعلان حال الطوارئ في عموم المحافظات.
أطلقت بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة في جنيف، اليوم الثلاثاء، “نداءً عاجلاً” للمنظمات الدولية، لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات في البلاد.
وكان هناك تحذيرات سابقة من أن آثار منطقة “البجراوية”، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، بأنها باتت مهددة جراء الفيضانات. وتعمل السلطات على ضخ المياه وحماية المواقع الأثرية ببناء جدران من أكياس الرمل.
حيث قال مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو لوكالة فرانس برس “لم يحصل أن أثرت مياه الفيضانات على المواقع الاثرية من قبل، والموقع الآن تحت السيطرة” لكن في حال استمر منسوب المياه في الارتفاع فإن الإجراءات المتخذة لن تكون كافية.
