نساء اليمن .. ضحايا حرب تقضي على الأخضر واليابس
معاناة واضحة يعشنها نساء اليمن منذ اندلاع العنف في البلاد منذ بدأ الثورة اليمنية التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح، مرورًا بحرب عاصفة الحزم التي أعلنتها المملكة العربية السعودية مدعومة بـ(التحالف العربي) ضد جماعة أنصار الله الحوثية.
وبما أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءً يومًا تلو اللآخر مع استمرار العمليات العسكرية، فإن نساء اليمن لم يجدن مهربًا في ظل سعي الحملات الإغاثية لانتشالهن من هذا الوضع البشع.
وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وقع مركز الملك سلمان للإغاثة، اتفاقية تهدف لتقديم خدمات الصحة الإنجابية الطارئة للنساء الحوامل والفتيات.
كما وقع اتفاقية أخرى، مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لحماية وتمكين النساء والفتيات المتأثرات بالعنف.
نساء في السجون
ويؤكد موقع (المشهد العربي) اليمني، على اعتقالات تمت بحق نساء اليمن ويقبعن حاليًا في السجون التابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، مشيرًا إلى أن هؤلاء النسوة يتعرضن لسلسلة طويلة من الانتهاكات، في ظل تجاهل دولي.
وأكد الموقع في تقريره، على ودود عمليات اختطاف واعتقال للنساء والفتيات من قبل جماعة أنصار الله، تتم على خلفية مبررات واهية ” تضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية وعادات وتقاليد وأخلاق المجتمع”.
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر
ووصفت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، وهي منظمة مستقلة، جماعة أنصار الله في اليمن بأنها تمارس أبشع صنوف التعذيب للنساء المعتقلات، التي تفوق جرائم التعذيب في معتقل جوانتانامو الأميركي أو سجن أبو غريب العراقي.
ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.
العفو الدولية
وتؤكد منظمة العفو الدولية، بأن النزاع في اليمن كانت له آثاره السالبة على المدنيين بصفة عامة، وعلى نساء اليمن والفتيات بشكل واضح، وتأثرن به بصورة غير متناسبة.
وأكدت المنظمة أن المرأة التي لا يرافقها أحد اقاربها تواجه مخاطر متزايدة من العنف عند نقاط التفتيش، ولا سيما العرائس الجدد اللاتي يسافرن بين المحافظات بمفردهن عند نقاط التفتيش بهدف الاجتماع مع أزواجهن.
وأضافت: “في هذا المجتمع، يُتوقع من المرأة جذب زوجها جسديا، فضلا عن الاعتناء به وعادة ما ينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى الطلاق، والعار والحزن”.
وأوضحت المنظمة أنه في الغالب تتردد ضحايا العنف اللاتي يتعرضن لحلق الرأس مثلاً في الإبلاغ عن الانتهاك الذي تعرضن له، إذ يخشين من ردة فعل مجتمعهن المحلي ومسؤولي الأمن.
معاملة مهينة
ونقل التقرير عن إحدى الناشطات اليمنيات القوله إنّه خلال المظاهرات التي دعت إلى إطلاق سراح المعتقلين، تعرضت النساء إلى معاملة مهينة من قبل أفراد الأمن عندما كن يمارسن حقهن في الاحتجاج أمام مكتب مبعوث الأمم المتحدة.
وقالت: “تعرضنا للمضايقات، والضرب بالبنادق، وخَلع غطاء الرأس، والسحل في الشارع من قبل قوات الأمن، بعضهم كانوا يرتدون ملابس مدنية، وبعضهم الآخر كانوا يرتدون بدلات عسكرية وتعرضت إحدى النساء لجرح في الرأس وكانت تنزف في الشارع”.
تحذيرات
على سياق متصل، حذر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، من انتشار مجاعة خطيرة وكبيرة في اليمن، مشيرًا من خلال تقريره السنوي، مطلع فبراير الجاري، إلى وقوع 909 انتهاكات في محافظة تعز تضرر منها المدنيون وممتلكات عامة وخاصة في العام 2019م.
وأوضح المركز -وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة- أنه قدم تقريره إلى الأمم المتحدة على اعتباره وثيقة من ضمن وثائق المنظمة الدولية في الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان.
وقال التقرير إن محافظة تعز تعتبر أكثر المناطق في اليمن عرضة للانتهاكات، وإن بعضها قد يصل ليصبح جريمة حرب ضد الإنسانية.