هل يشهد دوري أبطال أوروبا حصان أسود جديد أم للعراقة رأي مخالف؟
تدخل بطولة دوري أبطال أوروبا أمتارها الأخيرة في موسم استثنائي قلب الأمور رأسًا على عقب جراء انتشار فيروس كورونا الذي بدل الشكل التنظيمي للبطولة لتلعب مباريات دور الثمانية بمدينة لشبونة بنظام المباراة الواحدة (خروج المهزوم).
ونجد أن دور الثمانية الكبار للبطولة يبدأ بتواجد 3 فرق مرشحة لتحقيق مفاجأة غير متوقعة والفوز باللقب، وستحاول أن تكون بمثابة الحصان الأسود.
وكانت نسخة بورتو 2004 كانت المفاجأة الأخيرة البارزة في الأبطال، عندما فعلها جوزيه مورينيو بمزيج من الأسماء الواعدة والمغمورة، ليشق طريقه نحو الشهرة.
اختفاء الحصان الأسود
ومنذ تلك البطولة لم تظهر أي حالة مماثلة، لفكرة الحصان الأسود الذي ينجح في انتزاع اللقب رغم نقص الإمكانيات، كانت هناك بعض المحاولات، ولكنها انتهت بالفشل وخيبة الأمل.
وفي النسخة الحالية، أمامنا 3 حالات يمكنها تكرار ما فعله بورتو، لايبزيج الألماني، ليون الفرنسي، أتالانتا الإيطالي، من منهم الأقرب؟
حلم أتالانتا
تجربة فريدة من نوعها يقدمها جيان بييرو جاسبيريني مع أتالانتا في الدوري الإيطالي والأبطال، حيث نافس على اللقب المحلي في بعض الفترات قبل خسارته من يوفنتوس.
شراسة تهديفية كبيرة يمتلكها الفريق، بفضل تواجد العديد من الهدافين مثل لويس مورييل ودوفان زاباتا حيث سجل كل منهما 18 هدفاً، بالإضافة ليوسيب إيليتشيتش الذي يعاني من حالة نفسية سيئة ولن يشارك ضد باريس، حيث نجح في هز الشباك 15 مرة، بحسب موقع (جول) العالمي.
دفاع أتالانتا لا يبدو بنفس قوة الهجوم، وهو ما يضعه في ورطة كبيرة أمام باريس سان جيرمان في ربع النهائي، نظراً لما يتمتع به الفريق الفرنسي من أدوات.
نيمار وماورو إيكاردي وربما كيليان مبابي في حالة تعافيه من الإصابة، ثلاثي يمكنه إنهاء أحلام أتالانتا والإطاحة بالفريق الإيطالي من دور الثمانية.
مهمة المباراة القادمة تبدو أسهل بكثير من نصف النهائي، عندما يلعب وقتها الفريق في حالة تأهله مع الفائز من أتلتيكو مدريد ولايبزيج، فهل يفعلها جاسبيريني ويصل للنهائي؟ الجواب لدى باريس أولاً.
مفاجأة ليون
الفريق الفرنسي تسبب في إنهاء موسم يوفنتوس، والإطاحة بمدربه ماوريتسيو ساري، بفضل المستوى المميز للفريق وتماسكه مع المدرب رودي جارسيا.
ليون يلعب في دور الثمانية مع مانشستر سيتي، مواجهة مكررة، حدثت أكثر من مرة الفترة الأخيرة في دور المجموعات، والمفاجأة أن سيتي عجز في الفوز بآخر مواجهتين أمام الفريق الفرنسي.
سيتي خسر على ملعبه من ليون 2/1 في الدور الأول في سبتمبر 2018، وتعادل على أرض ليون بهدف لكل فريق في نوفمبر من نفس العام.
الفريق الفرنسي يمتلك العديد من العناصر المميزة، حسام عوار، وممفيس ديباي، وموسى ديمبيلي، لكن لا يمكن مقارنتهم بأسلحة بيب جوارديولا.
المدرب الإسباني تخطى ريال مدريد، بفضل الحالة الفنية المميزة لكل من كيفين دي بروينه، رحيم ستيرلينج وفيل فودين ورودري وغيرهم، لذلك مهمة ليون في المفاجأة تبدو مستحيلة.
وحتى لو حدثت المعجزة وعبر ليون من سيتي، المهمة الأصعب تنتظره في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما يلعب مع الفائز من برشلونة وبايرن ميونخ.
حلم لايبزيج
طفرة كبيرة يعيشها الفريق الألماني مع مدربه الشاب يوليان ناجلسمان، ولكن هل يمكنه المرور والسير على خطى مورينيو؟
البعض يُلقبه بمورينيو الجديد من الأساس، نظراً لنبوغه في سن صغير جداً، وتفوقه في الدوري الألماني، كما أنه يلعب ضد أتلتيكو مدريد في حالة فنية غير مستقرة للفريق الإسباني، ووسط ظهور حالتين فيروس كورونا بالفريق.
ناجلسمان يمكنه استغلال حالة أتلتيكو مدريد، ولكن رحيل تيمو فيرنر إلى تشيلسي يمثل مشكلة كبيرة جداً له، باعتباره النجم الأول للفريق وهدافه الأبرز.
الفرصة تظل قائمة رغم غياب فيرنر ولكن بصورة أضعف، ولو مر الفريق الألماني، سيلعب مع الفائز من أتالانتا وباريس، في مهمة أخرى غاية في الصعوبة.
الطريق لا يبدو سهلاً على الفريق الألماني، لكنه ليس بنفس صعوبة ليون، لذلك فربما نرى تجربة استثنائية جديدة مع النسخة الألمانية من مورينيو في دوري أبطال أوروبا.