وباء كورونا .. اليمن يواجه تحديًا من نوع لا يقل شراسة عن الحرب
يعاني اليمن منذ ما يزيد عن خمسة أعوام من الحرب التي أنهكت قدرات البلاد المحدودة أصلًا، وهاهو اليوم جاء وباء كورونا ليزيد من الطين بلة عقب الإعلان رسميًا عن أول حالة إصابة بالفيروس بمحافظة حضرموت الجنوبية.
ليبدأ اليمن بذلك رحلة مواجهة تحدٍ آخر، لا يقل شراسة عن الحرب، حيث أن وباء كورونا يكون بذلك قد دق أبواب البلد الذي يعاني الأمرين وعلى شفا حفرة من المجاعة. لتطرح عدة تساؤلات ما مصير اليمنيين بين فكى الحرب والوباء، ماذا ستفعل منظمات الإغاثة والمنظمات الطبية؟
حظر تجوال
وعقب الإعلان عن الحالة الأولى اتخذت السلطات في حضرموت عدة إجراءات احترازية من ضمنها فرض حظر التجوال وإغلاق الميناء الميناء بسرعة الذي يعمل فيه الرجل وطلبت من الموظفين الآخرين العزل الذاتي لمدة أسبوعين، وفق وكالة رويترز.
وأغلقت منطقتا شبوة والمهرة المجاورتان حدودهما مع حضرموت، حيث تم فرض حظر تجول لمدة 12 ساعة ليلاً.
أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تتابع عن كثب الحالة الصحية فى اليمن بعد الإعلان عن أول إصابة لفيروس كوورنا فى محافظة حضرموت اليمنية ، وتتابع الإجراءات الصحية المتبعة ومنها عزل المنطقة الموبوءة ، وفرض حظر التجوال ، حتى غد. وفق ما ذكرته صحيفة (اليوم السابع) المصرية.
الحجر المنزلي
ومن جهة أخرى، طالبت لجنة الطوارئ في اليمن لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، في وادي حضرموت والصحراء، جميع المواطنين وجنود النخبة الحضرمية الوافدين من مديرية الشحر خلال الأيام الماضية بالتزام الحجر المنزلي ، ودعت، في بيان، اليوم الجمعة، الوافدين إلى تطبيق العزل الصحي، بعيدا عن أسرهم لمدة 14 يوما.
وشددت على التواصل مع غرفة الطوارئ، في حال الشعور بحمى وسعال وألم في الحلق أو ضيق في التنفس، وسجلت مديرية الشحر، صباح أمس الجمعة، أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، على الرغم من التدابير الوقائية المشددة بمحافظة حضرموت.
الكابوس
ورأت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز جراندي إن تأثير الفيروس في اليمن سيكون “كارثياً” في حال انتشاره.
وقالت غراندي “لقد خشينا هذا لأسابيع، والآن حدث ذلك. بعد خمس سنوات من الحرب، أصبح لدى الناس في جميع أنحاء البلاد أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تقدم الإمدادات الطبية ومعدات الاختبار وأجهزة التنفس والتدريب للخدمات الصحية في اليمن.
وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، تامونا سابدزي، إن الملايين من اليمنيين يعيشون في ظروف ضيقة وغير صحية وكانوا عرضة للإصابة بالفيروس، مضيفةً “بينما كنا نعلم أن هذا السيناريو قادم، لا يزال انتشار كوفيد-19 إلى اليمن بمثابة كابوس”.
وقف إطلاق النار
وأكد رئيس الوزراء اليمني د.معين عبدالملك أن مبادرة التحالف العربي بقيادة المملكة بإيقاف إطلاق النار تستكمل موقف الشرعية المستجيب للأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف أن هذه المبادرة تأتي تأكيداً لجدية الإلتزام الحكومية بتوحيد الجهود في مواجهة مخاطر كورونا، وأضاف: “نشكر المملكة العربية السعودية على دعمها السخي لجهود الإغاثة في اليمن، ونثمن موقف سمو الأمير خالد بن سلمان”.
انهيار النظام الصحي
وعبّرت وكالات الإغاثة عن قلقها بعد تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حيث دمرت سنوات من الحرب الأهلية النظام الصحي هناك، وقالت منظمة أوكسفام إنها “ضربة مدمرة”، بينما وصفتها لجنة الإنقاذ الدولية بأنها “سيناريو كارثي”.
ويعاني اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويعتمد الملايين على المساعدات الغذائية، وتنتشر في اليمن الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ونصف المستشفيات فقط تعمل بكامل طاقتها.