وكالة الأنباء: نقص إمدادات المياه بإقليم تيغراي وتوقف سد عن العمل

وكالة الأنباء: نقص إمدادات المياه بإقليم تيغراي وتوقف سد عن العمل
0

أفادت وكالة الأنباء الحكومية الإثيوبية، اليوم الأربعاء، بنقص إمدادات المياه النقية في إقليم تيغراي شمالي البلاد، وكذلك توقف العمل في مشروع سد جريب جيباك.

وقد لفتت وكالة الأنباء إلى أن هذا النقص والتوقف جاء كنتيجة للصراع بين الحكومة الاتحادية الإثيوبية ومتمردي إقليم تيغراي، الذي أسفر عن تدمير البنية الأساسية ونهبها وسرقة معدات وتوقف السد عن العمل.

وقالت نقلا عن جيدينا مدهين نائب مدير مكتب إدارة موارد المياه في تيغراي “أصبح من الصعب إمداد المواطنين بالمياه النقية”.

وأطاحت القوات الاتحادية الإثيوبية بالجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الحزب الحاكم المحلي السابق، من ميكيلي عاصمة الإقليم في حرب اندلعت في نوفمبر وأسفرت عن مقتل الآلاف وفرار عشرات الآلاف من ديارهم.

اضافة الى تصريح الأمم المتحدة أن حوالي 2.3 مليون، أي نحو نصف سكان تيغراي، يحتاجون للمساعدات في ظل نقص الغذاء وأعمال النهب وعدم كفاية المنشآت الصحية.

وقال جيدينا إن ممتلكات مكتب الموارد المائية نهبت “بلا رحمة” فيما أصبحت المكاتب خالية من المعدات وسرقت الأموال من الخزائن وفقدت المركبات ومعدات الحفر والمولدات. 

مضيفا ان “توقف مشروع سد “جريب جيبا” للمياه النقية عن العمل إذ ترك العمال موقع المشروع بعد الاضطرابات في الإقليم”.

ويشن الجيش الإثيوبي منذ أواخر العام الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جبهة تحرير تيغراي التي كانت تتولى حكم إثيوبيا منذ تسعينيات القرن الماضي وذلك في أعقاب هجوم شنته الجبهة على القيادة الشمالية لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية.

قصة الصراع في تيغراي

 تعود جذور الصدام المثير للقلق في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والحزب الحاكم في منطقة تيغراي الشمالية، إلى احتجاجات أطاحت بالحكومة السابقة التي كانت تهيمن عليها “جبهة تحرير شعب تيغراي” في 2018. ورغم أنّ التيغراي يشكّلون 6 في المائة فقط من سكان إثيوبيا، فقد هيمنوا على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من ثلاثة عقود وحتى اندلاع الاحتجاجات.

كل ذلك تغير عندما اصبح ابيي احمد رئيساً للوزراء في أبريل-نيسان 2018، وهو أول رئيس حكومة من عرقية أورومو، الأكبر في البلاد. وفقد التيغراي مناصب وزارية وبعض المناصب العسكرية العليا. شكا الأورومو والأمهرة، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من التهميش في ظل حكم التحالف الاستبدادي القديم. وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت أعمال عنف عرقية وأطلقت دعوات لمزيد من الحكم الذاتي في عدة أجزاء من البلاد.

كما حاز أبيي جائزة نوبل للسلام في أكتوبر-تشرين الأول 2019 لدوره في إحلال السلام مع إريتريا، وإنهاء حالة الجمود المريرة التي تعود إلى حرب حدودية من 1998 إلى 2000. لكن الأمور كانت أقل هدوءا على الصعيد الداخلي. فبعد أسابيع من فوزه بجائزة نوبل، رفضت جبهة تحرير شعب تيغراي الانضمام إلى الحزب الحاكم الجديد لأبيي، متذمرة مما اعتبرته تهميشا واستهدافا غير عادل عبر تحقيقات في شأن الفساد. وعاد قادة جبهة تحرير شعب تيغراي إلى منطقتهم، ليتهمهم أبيي بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

بعدها قررت الحكومة المركزية تأجيل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في أغسطس-آب 2020 على خلفية فيروس كورونا رغم احتجاجات المعارضة ، بدون تحديد موعد جديد. وقرر إقليم تيغراي تحدي سلطات أبيي من خلال المضي في إجراء الانتخابات الخاصة به في 9 سبتمبر-أيلول.

واعتبرت أديس أبابا حكومة تيغراي غير قانونية، بينما لم يعد قادة تيغراي بدورهم يعترفون بإدارة أبيي. وقررت الحكومة تقليص الأموال الفدرالية المخصصة للمنطقة، وهو ما عدّته “جبهة تحرير شعب تيغراي” بمثابة “عمل حرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.