مواصلةً لتوغلها.. تركيا تنوي إنشاء قاعدة بالعراق على غرار سوريا
كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، عن استعداد تركيا لإنشاء قاعدة لها شمالي العراق بهدف تعزيز نفوذها هناك وحماية حدودها الجنوبية.
وأكّد وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، خلال اجتماع للجنة الإدارية المركزية والمجلس التنفيذي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في البلاد، اليوم، على “الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لمنطقة (متينا) في شمال العراق، التي أطلق فيها الجيش التركي مؤخراً عملية عسكرية جديدة”،
وقال صويلو: إن “هذه المنطقة تقع على مقربة من جبال قنديل بشمال العراق، التي تعد من أهم معاقل (حزب العمال الكردستاني) الذي تعتبره تركيا تنظيماً إرهابياً”.
وأضاف وزير الداخلية التركي: “عملياتنا في شمال العراق ستتواصل، وتعد منطقة (متينا) مكاناً مهماً. وعلى غرار ما فعلناه في سوريا، سننشئ هناك قاعدة، وسوف نسيطر على المنطقة”، بحسب ما جاء على موقع “روسيا اليوم”.
وفي حوالي منتصف فبراير الماضي، خرجت أول تظاهرة في العاصمة العراقية بغداد، واتجهت صوب مقر سفارة تركيا، احتجاجا على التوغل العسكري الأخير في بلادهم، ورفضا لانتهاكات أنقرة المستمرة للسيادة العراقية حيث يعتبرون العمليات العسكرية هناك مجرد غطاء للأطماع التوسعية التركية.
ويقول المتظاهرون إن تحركهم هذا جاء رسالة إلى السياسيين بضرورة التحرك لوقف الاعتداءات التركية شبه المتواصلة على سيادة العراق.
وسبق لتركيا أن أطلقت عملية عسكرية في شمالي العراق “مخلب النسر 2” ,لكن الروايات تضاربت بشأن نتائج هذه الرواية.
ودأبت أنقرة على شن عمليات عسكرية عبر الحدود في شمالي العراق، تكثفت في السنوات الأخيرة، بحجة توجيه ضربات لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، الذي يتخذ من جبال إقليم كردستان ملاذ له.
غير أن توجس العراقيين بدأ في التزايد، مع تصريحات تركية بشأن عزم أنقرة زيادة عدد قواعدها العسكرية الموجودة في هذا البلد العربي.
وتحتفظ تركيا بأكثر من 10 قواعد مؤقتة موجودة بالفعل شمالي العراق، فيما تسعى أنقرة لإقامة المزيد منها بمبرر حربها ضد المقاتلين الأكراد.
كذلك عبّر نواب في البرلمان العراقي عن قلقهم من هذه التحركات العسكرية التركية، التي قد تقود إلى وجود دائم بذريعة محاربة الإرهاب.
وجددت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة المخاوف من محاولات تركية للتمدد بذريعة ملاحقة المتمردين الأكراد، وفق موقع “أحوال” المتخصص في الشأن التركي.
كما وقد حذر أردوغان بغداد من أن “بلاده بمقدورها التحرك بمفردها ما لم تكن الحكومة العراقية قادرة على كبح الإرهاب”.
وأقر النائب عن محافظة نينوى محمد الشبكي إن هناك مخططا تركيا كان يستهدف منطقة سنجار في المحافظة، لكن هذا المخطط باء بالفشل .
والتوغلات العسكرية التركية ليست سوى أحد الملفات التي تثير غضب العراقيين، فهناك أيضا مسألة السدود التي تشيدها أنقرة على نهري دجلة والفرات ، وهو ما أدى عمليا إلى جفاف الكثير من الأراضي العراقية وفقدان مزارعين لأراضيهم.
وإزاء هذه التطورات، اكتفت السلطات العراقية في العاصمة بغداد بإجراءات دبلوماسية خجولة، مثل إصدار بيانات تنديد أو استدعاء سفير تركيا، لكنها لم تؤد إلى وقف الانتهاكات.