تذمر شبابي بتركيا من سياسات حزب العدالة والتنمية

تذمر شبابي بتركيا من سياسات حزب العدالة والتنمية
0

طوال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، قدمت جامعة البوسفور التركية الشهيرة مثالاً واضحاً عن قوة “التذمر الشبابي” من سياسات حزب العدالة والتنمية، والرئيس رجب طيب أردوغان داخل البلاد.

ويرجع السبب المباشر لهذه المظاهرات الى القرار الذي اتخده الرئيس التركي رجب اردوغان حول تعيين البرفسور مليح بولو رئيسا للجامعة.وهو شخص لا يتمتع بالاستقلالية المهنية والسياسية عن الرئيس، حسب تعبير الطلبة ونخبة من الأساتذة الجامعيين. المتخوفين من تحول هذا التعيين إلى أداة لإخضاع الجامعة الشهيرة، واستخدامها كإحدى المؤسسات الرديفة للحزب الحاكم.

وقد ضمت هذه المظاهرات الآلاف من الطلبة المُعترضين مطلقاً على القرار، واجهتها الشرطة والقوى الأمنية التركية بضراوة بشكل مباشرة، مما أدى إلى جرح العشرات منهم.

وخوفاً من امتدادها إلى باقي أنحاء مدينة إسطنبول.قامت الشرطة التركية بإغلاق المباني والمنشآت الخاصة بالجامعة، مما اعتبره الطلبة بمثابة حجز وسجن فعلي لهم، ومنعهم من حرية التعبير المدنية السلمية.

فمن وجهة نظر طلبة واساتذة الجامعة أن خطوة أردوغان الأخيرة تقصدت جامعة البوسفور، لأنها تُعتبر من اكثر الجامعات التركية استقلالاً عن الحياة السياسية. وتُخرج النسبة الأكبر من النُخبة في المجالات السياسية والقضائية والاقتصادية التركي، لاستخدامها المعايير العالمية في الاستقلال الأكاديمي، رغم تبعيتها للدولة التركية.

لكن أردوغان خرق جميع تلك المعايير، وجاء بشخص من خارج المجال التعليمي والإداري للجامعة، وهو عضو سابق ومرشح بارز على قوائم حزب العدالة والتنمية، وأراد فرضه على الجامعة، ليُحدث بها تغيرات هيكلية، لتخسر الجامعة رصانتها وقوتها المهنية، وتغدو واحدة من أدوات أردوغان في محاربة خصومه السياسيين.

صراع الاحزاب

وكانت التقاليد السياسية التركية حافظت دوماً على استقلال الهيئات الإدارية العليا في الجامعات الحكومية مستقلة عن الاستقطابات الحزبية الداخلية، بالرغم من تمايز الهيئات الإدارية تلك وميولها لدعم القيم المدنية والعلمانية المناهضة لقوى الإسلام السياسي. إلا أن الرئيس التركي كان قد استغل أزمة “الانقلاب” عام 2016، وخول نفسه سلطات تعيين وإقالة رؤساء الجامعات التركية، بالضبط مثلما أعادت ترتيب سلطة تعيين وإقالة كبار القضاة.

ودفعت حدة المظاهرات الرئيس التركي لتحريض حليفه السياسي، زعيم حزب الحركة القومية التركية المتطرفة دولت بهجلي، الذي طالب بـ”سحق المتظاهرين”، معتبراً أنهم جزء من مؤامرة تستهدف تركيا، عبر إثارة القلاقل لإحداث انتفاضة في البلاد.

ووفق تصريحات بهجلي المعبرة عن موقف اردوغان، رد عليها زعيم المعارضة التركية كمال كيليجدار اوغلو، الذي يُعتبر حزبه “الشعب الجمهوري” من أكثر الأحزاب شعبية بين أوساط الطلبة الجامعيين، وفي هذه الجامعة بالذات، معتبراً أن الحزبين الحليفين الحاكمين لن يتركا أي مؤسسة وطنية تركية باستقلالية.

وحسب تصريح زعيم حزب “ديفا” علي باباجان، والذي يُعتبر إلى جانب عمله السياسي أكاديمياً اقتصادياً بارزاً، شجب المواقف الحكومية، مطالباً بأنه “يجب أن تكون الجامعات مستقلة، يحتاج بلدنا إلى أكاديميين وعلماء أحرار وطلاب منتجين، لا يمكن تحقيق هذه الحرية والإنتاجية من خلال تعيين أعضاء من الحزب الحاكم”.

المصدر:سكاي نيوز عربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.