الانهيار الاقتصادي في لبنان.. هل تستطيع فرنسا المساعدة
تعقد الآمال بإخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل اليوم الخميس إلى لبنان في زيارة تستغرق يومين.
قال خالد الغرابلي محرر الشؤون الدولية في فرانس 24، أن لبنان يحتاج للمال لأن الوضع الاقتصادي أوشك على الانهيار، والحكومة اللبنانية توقفت بقرار لها منذ آذار الماضي عن تسديد الديون بالعملة الأجنبية التي وصلت إلى ما يزيد عن 90 مليار دولار، مضيفاً أن لودريان لم يذهب بالمال إلى لبنان بل ليطلب من اللبنانيين القيام بالإصلاحات.
الإصلاحات المطلوبة من لبنان
خلال لقاء لودريان اليوم أكّد ميشال عون الرئيس اللبناني أن لبنان يتطلع للمساعدة من فرنسا في مسيرة عمل الإصلاحات ومكافحة الفساد منذ بدء ولايته الرئاسية، مشيراً إلى أن العلاقات اللبنانية الفرنسية تفرض التعاون لمصلحة البلدين.
وقال وفيق إبراهيم الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الإقليمية، في حديث له إن الخطة الفرنسية الخاصة بمساعدة لبنان موجودة ولكنها بطيئة، وذلك تماشياً مع الموقف الأميركي، ولا يمكن للفرنسيين أن يعارضوا القرار الأميركي دفعة واحدة، لكنهم مرسلون من الجانب الأميركي لوقف اندفاع لبنان نحو الموقف الصيني والإيراني.
مساعدة فرنسية أم رسائل أمريكية
بينما تساءل أنطوان شاربنتيه في حديثه لإذاعة سبوتنيك، عن أي طرح يمكن للفرنسيين أن يقدموه لمشاكل البلدان الأخرى والسياسيون الفرنسيين لا يوجد لهم حل لمشاكلهم الداخلية، إنها “مجرد مناورات سياسية، وتوجيه لرسائل أمركية” بحسب رأيه، وعلى فرنسا أن تفعّل مؤتمر سيدر إذا كانت تريد مساعدة لبنان.
رسالة دعم ورسالة ضغط
ويشير خطار أبو دياب استاذ للعلاقات الدولية بجامعة باريس، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي للبنان تحمل رسالتين، الأولى دعم للبنان بعد عزلة دولية وعربية ورسالة ثانية لحث الحكومة اللبنانية لكي تبدأ الاصلاحات.
المشكلة اللبنانية أن الدول الغربية والخليجية تطلب من لبنان الابتعاد عن إيران لتساعده بشروط، بعد أن كانت المساعدات سابقاً غير مشروطة، بينما يرى الكثير من المحللين الاقتصاديين أن مساعدة لبنان غير ممكنة من دون تدخل صندوق النقد الدولي، فحالة الانهيار الاقتصادي التي وصلت إليها البلاد كبيرة ولا تستطيع دولة واحدة المساعدة، وبالأخص أن أكثر من نص السكان أصبحوا تحت خط الفقر، والبلاد مع أزمة لانتشار فيروس كورونا تشهد إضطرابات داخلية واقتصادية لم تشهد مثيلتها منذ اتفاق الطائف، وانتهاء الحرب الأهلية.