أطفال داعش .. مصير مجهول بين البقاء والعودة لموطنهم الأم
عادت حالة التذبذب بين الرفض واستقبال أطفال تنظيم داعش الإرهابي العالقين في السجون والمخيمات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، على الساحة مرة أخرى، حيث كان في مقدمة تلك الدول كوسوفو وأوزبكستان وكازاخستان، وتردد بعض الحكومات الغربية في قرار العودة.
جيل جديد من الدواعش
تساؤلات عدة أبرزها مصير أطفال داعش حال مكوثهم فترة أطول داخل المخيمات برفقة ذويهم ما سيؤدي إلى ظهور جيل جديد من الدواعش الأكثر عنفًا، بسبب الافتقار إلى التعليم والرعاية، بجانب المخاطر الصحية والجسدية والعقلية التي تهدد حياتهم حال مكوثهم فترة أطول داخل المخيمات التي تتفشى فيها الأمراض المعدية، إضافة إلى تزايد المخاوف من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد – 19).
ظروف إنسانية متدهورة
ووفقًا لموقع (المرجع) فلا يزال ما يقرب من 10 آلاف من أطفال الدواعش العالقين في سوريا داخل معسكرات شمال شرقي سوريا وسط ظروف إنسانية متدهورة، من جنسيات مختلفة بنحو 40 دولة.
حيث أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن معظم هؤلاء الأطفال الذين لا تتجاوز أعمار نحو 50% منهم خمس سنوات، ينزلون حاليا في مخيم الهول بمحافظة الحسكة، محذرة من أن الظروف القاسية في المخيم تهيئ المناخ الملائم لدفع هؤلاء الأطفال إلى طريق التطرف.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إحدى أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم تكمن في أن فصل الأطفال عن أمهاتهم المتواجدات في نفس المخيم يتناقض مع القانون الإنساني الدولي، كما أن تلك النسوة يعتبرن أطفالهن جيلا جديدا من كوادر داعش، ولا يرغبن في عودتهم إلى دولهم؛ وذلك بحسب منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية.
أمر شائك
رغم الجدل والصعوبات، حول استقبال أطفال داعش أو رفض استقبالهم، أعادت 20 دولة بعض الأطفال إلى بلدانهم، ومن بينهم الولايات المتحدة التي أعادت 15 طفلاً دون أن تحدد عدد الأطفال المتبقين، وروسيا وكوسوفو وأوزبكستان وكازاخستان؛ حيث تم إعادة أكثر من 100 امرأة وطفل لكل منها.
لكن معظم الحكومات الغربية كانت مترددة في ذلك؛ حيث تعتبر قضية العودة إلى الوطن أمرا شائكا، بشكل خاص بالنسبة لفرنسا، إذ قتلت داعش منهم أكثر من 150 شخصًا، ما أدى إلى تحول غالبية الفرنسيين ضد إعادة الإرهابيين وأسرهم، لكنها فعلاً أعادت 18 طفلاً من أصل 300 طفل من آباء فرنسيين، إضافة إلى اتباع دول أخرى نهجاً لدراسة كل حالة على حدة، وتم إعطاء الأولوية للأطفال المرضى، والأيتام الذين يمكن إعادتهم إلى وطنهم دون رهن آبائهم.
تدريبات عسكرية
ويأتي هذا في الوقت الذي شوهد فيه أطفال مقاتلي التنظيم الإرهابي داخل مخيم الهول الواقع في ريف الحسكة شمال سوريا، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أثناء تلقيهم تدريبات عسكرية على سواتر ترابية داخل المخيم.
حيث سجّلت كاميرات المراقبة مجموعة من أطفال تنظيم داعش بمخيم الهول، وهم يتلقون تدريبات صعبة وقاسية حول آلية القفز على سواتر ترابية وخنادق يزيد عرضها وعمقها عن متر ونصف.
وكذلك تدريبهم على كيفية التخفي خلف تلك السواتر التي يصعب على البالغين اجتيازها، فيما لم تسجل أي عمليات هروب خلال التدريبات التي يتلقاها الأطفال بل اكتفت التدريبات في عبور السواتر الترابية بشكل سريع بالإضافة إلى التخفي خلف السواتر.
مناشدة عالمية
ناشدت دول العالم أجمع لإعادة جميع الأجانب إلى بلدانهم بحجة أنهم لا يستطيعون احتجازهم إلى أجل غير مسمى في منطقة غير مستقرة.
حيث حذّر عدد من خبراء الأمن القومي، في رسالة مفتوحة العام الماضي في الذكرى الـ18 لهجمات 11 سبتمبر، من أن الحياة في المعسكرات السورية تقوي “السردية الجهادية السلفية حول المظلومية والانتقام”، التي ثبتت فعاليتها الكبيرة في تجنيد الأتباع، مؤكدين أن ترك العديد من الناس هناك سيسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه.