حتى اليوم الاحد 19 أبريل، سجلت القارة الإفريقية نحو الف حالة وفيات وقرابة الـ20 ألف إصابة فقط جراء فيروس كورونا المستجد، في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أن القارة السمراء ليست بمعزل عن تفشي الوباء.
تحذيرات منظمة الصحة
أطلقت منظمة الصحة العالمية صافرات الإنذار في وجه دول القارة الإفريقية وذلك حينما حذرت في بيانٍ لها صادر يوم الجمعة الماضية، بأن القارة السمراء من المحتمل أن تصبح البؤرة القادمة لانتشار وباء كوفيد 19، ومشددة في ذات الوقت من أن غالبية الدول بالقارة يعاني فيها النظام الصحي أشد المعاناة، حيث لا تملك الكثير من الدول عددًا كافيًا من أجهزة التنفس الصناعي لمجابهة تحديات الفيروس.
ولا يمكن اعتبار نقص أجهزة التنفس وحدها أس المشاكل التي تواجهها إفريقيا، فغالبية بلدان القارة السمراء لا تمتلك الإمكانيات الطبية اللازمة لجابهة كارثة كورونا، التي أرهقت ولا تزال دولًا أكثر تقدمًا ورفاهية في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.
نفس مصير أوروبا
ولا بد هنا من ذكر تحذيرات منظمة الصحة العالمية في 13 مارس الماضي، أن أوروبا ستكون بؤرة انتشار الفيروس بعد الصين وإيران، وبالفعل من بعدها أصبحت القارة العجوز في ازدياد كبير لعدد الإصابات والوفيات، ولغة الأرقام تؤكد أن القارة العجوز سجلت أكثر من ثلثي الوفيات والإصابات حتى الآن.
كما أن الصحة العالمية، اعلنت في 24 مارس الماضي أن الولايات المتحدة “قد تكون البؤرة المقبلة لتفشي الوباء بعد أوروبا”، وهو ما حدث بالفعل وبعد أقل من شهر على بيان المنظمة قفزت أمريكا إلى صدارة قائمة الدول التي ضربها الوباء ووصلت الإصابات اليوم الأحد إلى أكثر من 740 ألف إصابة و39 ألف حالة وفاة.
لغة الأرقام
وسجلت القارة الإفريقية حتى يوم أمس السبت، قرابة 20 الف حالة إصابة، وعدد الوفيات تخطى حاجز الألف، وتعتبر كل دول القارة بها حالات إصابة بكوفيد 19 ما عدا جزر الكوموروز وليسوتو فقط، وذلك وفقًا لموقع (عربي بوست) حيث تتفاوت الأرقام في بقية الدول الـ52 الأخرى، وتعتبر الدول الواقعة شمال القارة مثل تونس والمغرب ومصر والجزائر صاحبة الغالبية في عدد الإصابات والوفيات.
وفي إفريقيا السمراء، فإن دولة جنوب إفريقيا تتصدر قائمة الدول الأكثر إصابة في القارة، من بعدها ساحل العاج والكميرون ونيجيريا والنيجر.
10 ملايين إصابة
وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية، أن الشهور المقبلة قد تشهد 10 ملايين إصابة في إفريقيا، وهو رقم مخيف بلا شك، نظرًا للحقيقة التي تؤكد أن أكثر من ثلث السكان لا يملكون مصادر كافية لمياه نظيفة.
وكانت المنظمة، على لسان ماتشيديسو موتي، المدير الإقليمي في إفريقيا، قالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن المنظمة رصدت انتشار الفيروس من العواصم إلى مناطق نائية في جنوب إفريقيا ونيجيريا وساحل العاج والكاميرون وغانا.
وقالت: “نريد أن نقلل إلى أدنى حد من نسبة الأشخاص الذين تتطلب حالتهم النقل إلى أقسام العناية الفائقة، لأننا نعرف أن مثل هذه الأقسام ليست مؤهلة على الإطلاق في غالبية الدول الإفريقية”.
أرقام مخيفة
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حذرت المفوضية الاقتصادية لشؤون إفريقيا التابعة لهيئة الأمم المتحدة، من أن فيروس كورونا قد يؤدي إلى وفاة 300 ألف شخص، على أقل تقدير في إفريقيا، كما أن من شأنه أن يقود 30 مليون شخص إلى الفقر.
والجمعة، شدد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، عقب اجتماع خاص بمناقشة تطورات الجائحة في القارة السمراء، إلى ضرورة توفير مبلغ 44 مليار دولار أخرى، من أجل مكافحة تفشي وباء كورونا المستجد.
وأبلغت مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجيفا مسؤولي الأمم المتحدة ومسؤولين آخرين أن القارة تفتقر إلى الموارد وإمكانيات الرعاية الصحية اللازمة لمعالجة الأزمة.
