المخابرات المصرية في السودان .. ما الذي يدور خلف الكواليس؟

عبد الفتاح البرهان يستقبل بمكتبه مدير المخابرات المصرية عباس كامل مصدر الصورة : اليوم التالي
0

بعد 48 ساعة من محاولة الإغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ،حطت طائرة اللواء عباس كامل مديرالمخابرات المصرية بمطار الخرطوم،وجاء ذلك بعد إعلان الحكومة السودانية الاستعانة بأصدقاء من أجل تفكيك لغز محاولة إغتيال حمدوك.

وعلى الفور،انخرط المسؤول المصري في مباحثات شملت كلا من رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ومحمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي، كل على حدة.


ونقل كامل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البرهان أكد فيها “وقوف مصر وتضامنها مع الحكومة الانتقالية والشعب السوداني في مواجهة المحاولة الإرهابية التي تعرض لها رئيس الوزراء، ودعمها لاستقرار السودان.

أيادي مصرية في محاولة الإغتيال

وبحسب تصريح مدير المخابرات السوداني الفريق أول جمال عبد المجيد، فإن “لقاء مدير المخابرات المصري مع رئيس المجلس السيادي ونائبه الأول ناقش عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وضرورة التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية.

وأكد مسؤولون أمنيون بحسب الجزيرة نت أن هناك صلة وثيقة بين زيارة كامل المفاجئة للخرطوم وحادثة التفجير التي استهدفت موكب رئيس الوزراء، خاصة أن السلطات السودانية أعلنت الشهر الماضي توقيف عناصر تتبع لخلية “إرهابية” قالت إنها تتبع لجماعة الإخوان المسلمين المصرية أثناء تحضير عناصرها عبوات ناسفة في أحد المنازل بضاحية الحاج يوسف شرق العاصمة، وتتكون الخلية من مصريين وسوريين وأتراك وسودانيين.

وبحسب تقارير صحفية، فإن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 8 مصريين، بينهم خبير متفجرات، وكانت خطة الخلية تنفيذ اغتيالات لبعض المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية. 

وبعد الإعلان عن محاولة اغتيال حمدوك قالت مصادر شرطية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أجنبيين وأخضعتهما للتحقيق على خلفية الانفجار. 

وبحسب معلومات حصلت عليها الجزيرة نت، فإن أحد الموقوفين مصري الجنسية، بينما الآخر سوري يقطن بالقرب من موقع الانفجار، وكانت سيارته تقف قرب العربة التي تضررت بشكل كامل بسبب الانفجار، وتأكد الإفراج عن الرجلين بعد التحقيق معهما. 

طرد عناصر الإخوان المسلمين

ويرى المحلل السياسي عبد الله رزق أن أمر الخلية المضبوطة في “الحاج يوسف ” الشهر الماضي يهم القاهرة بالدرجة الأولى، لذلك جاءت زيارة مدير المخابرات للخرطوم، خاصة مع علم القاهرة بأن النظام السابق كان يستضيف الإخوان المسلمين المصريين ويقدم لهم الدعم ويسهل حركتهم، وبالتالي نشاطهم المعادي الذي يجري داخل مصر.

ويقول رزق “إنه في وقت لاحق تم الإعلان عن أن الخلية تخطط للقيام بتفجيرات واغتيالات تستهدف ضمن آخرين عبد الله حمدوك، لذلك فإن المحاولة التي استهدفت الرجل يوم الاثنين تعيد للأذهان احتمال مباشرة عناصر غير مقبوض عليها حتى الآن في تنفيذ المخطط”.

ويتابع “بكل تأكيد، يهم مصر الاطلاع على معلومات الجانب السوداني، وما إذا كانت آثار الحادث ستمتد لمصر، وعما إذا كان ثمة مصريون ضالعين فيه، والأهم من ذلك مدى التزام الحكم الجديد في السودان بطرد عناصر الإخوان المسلمين المصريين من السودان وعدم إيوائهم وتسليم من تطلبه مصر، علاوة على التعاون الثنائي فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومراقبة الحدود المشتركة للبلدين.

سد النهضة

ثمة ملفات أخرى لا تقل أهمية من زاوية الأمن القومي المصري، والتي يتعين التداول بشأنها مع الخرطوم، وتأتي في مقدمتها، مسألة سد النهضة، وآخر تطوراتها والتي أفرزت موقفا جديدا للسودان يبتعد عن الموقف المصري الذي حشدت له القاهرة دعم الجامعة العربية. 

وهذا بالضبط ما يراه الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة، حيث يعتقد أن زيارة اللواء عباس كامل للخرطوم وثيقة الصلة بملف سد النهضة، وأنها كانت مقررة ضمن مخرجات اجتماع اللجنة المصرية العليا لسد النهضة المكونة من رئيس الوزراء وأجهزة الأمن والخارجية. 

ويعتقد جمعة أن الرئيس السيسي استقر رأيه على ابتعاث كاتم أسراره ومدير مكتبه السابق ثم مدير مخابراته إلى الخرطوم، للحديث مع السلطة الانتقالية وتحديدا المكون العسكري، مضيفا “لا أعتقد أن زيارة اللواء كامل استدعاها حادث الاثنين”. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.