روسيا ترحب باتفاق الإمارات وإسرائيل طالما حل الدولتين باقٍ
أعلنت الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن روسيا ترحب بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل طالما الأخيرة علقت عن خططها في ضم الأراضي الفلسطينية.
واعتبرت الخارجية الروسية أن تعليق تطبيق ضم الأراضي الفلسطينية من قِبل إسرائيل سيؤدي إلى إنعاش حل الدولتين وجعله ممكناً قيام دولة فلسطينية موحدة ولذلك روسيا ترحب باتفاق الإمارات مع إسرائيل.
وقد عبر الرئيس بوتين عن رأيه في تصريح نشر على موقع الكرملين، أنه يجب عدم اتباع أسلوب الابتزاز وفرض الآراء من أي طرف في منطقة الخليج كما هو الحال في جميع أنحاء العالم.
وقال بوتين أن الحل في منطقة الخليج يكمن في احترام المواقف ومتابعتها بمسؤولية واهتمام والحفاظ على الاحترام في التعامل بين الدول وبأسس جماعية، بحسب مبتدأ.
لم يأتي ترحيب روسيا بالاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل على حساب إيران كما يرى البعض، فمن المعروف محاربة إسرائيل للوجود الإيراني في المنطقة وهي تبني تحالفاتها على هذا الأساس في المنطقة، بوتين أكد على التزام بلاده بالخطة الشاملة التي تخص الملف الإيراني النووي وأضاء على إنجازاتها بقوله: ” لا تزال روسيا ملتزمة تماما بخطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية البرنامج النووي الإيراني والتي تم الاتفاق عليها في عام 2015، وأصبحت إنجازا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا سمح بتجنب خطر الصراع المسلح، وعزز نظام الحد من انتشار الأسلحة النووية”.
يعتبر التصريح الروسي بخصوص إتفاقية العمل الشاملة لتسوية البرنامج النووي الإيراني، إضاءة على التزام إيران بالاتفاقية حول نشاطها النووي لتخفيف الحرب المحتمل إشعالها في المنطقة ضد الحليف الإيراني لروسيا.
وأيضاً دعا بوتين إلى لقاء عن بُعد يجمع زعماء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مع إيران وألمانيا، لتبقى الأمور مريحة خالية من التوتر بخصوص الشان الإيراني.
يُجمع الكثيرون على أن لا علاقة تجمع بين روسيا وإيران سوى المصلحة لذلك نراهم في أوقات أعداء وفي أوقات أخرى أصدقاء، علاقة متذبذبة تحكمها المصالح.
الحاكم الرئيس لهذه العلاقة برأي البعض هو الحد من النفوذ الأمريكي في العالم وتمكين ظهور قوة عظمى جديدة في العالم، وإيران تخدم هذه المصلحة الروسية في مناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفغانستان والقوقاز.
مخططات روسيا الاقتصادية وجدت في إيران مركز مهم لتوسيع صادراتها ولإحياء صناعاتها النووية حيث عملت مع إيران على بناء محطة بوشهر للطاقة النووية، وعملت على إظهار نفسها قوة عظمى من خلال تحالفاتها الإقليمية المخيفة لمنافستها أمريكا.
ننتظر أن نرى كيف سيكون وضع العلاقة بين روسيا وإيران بعد ترحيب بوتين باتفاقية الإمارات وإسرائيل، وكيف ستتحرك دفة المصالح في الشرق الأوسط، في ظل التطورات والتفاهمات الجديدة في المنطقة.