حزب الله .. ارتباك مع تأزم الأوضاع
تتقاطع مصالح حزب الله في لبنان مع كثير من الأحداث الدائرة في المنطقة، من سوريا واليمن والعراق، وحتى علاقاته مع إيران.
حيث تبدو أن الحزب يعاني حالة إرباك في الشارع اللبناني عامة، وبيئته خاصة بعد القتلى الذين سقطوا في صفوفه خلال المعارك الطاحنة التي تدور في جنوب وشرق إدلب.
لعل هذا ما دفع بعض مسؤوليه إلى تهديد من ينتقد في الوقت الحاضر وجوده في سوريا، خصوصاً إذا كان من أبناء طائفته.
فقد تعرّض ابن بلدة عِزّة قضاء النبطية جنوب لبنان، علي جمول، قبل يومين، للتهديد من قبل مسؤول حزب الله في المنطقة بسبب منشور عبر صفحته على فيسبوك انتقد فيه مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا، وتبرير الحزب ذلك بحماية مقام السيدة زينب.
رسائل تهديد أم ارتباك
وروى جمول ما حصل معه لموقع (العربية نت) قائلاً “نشرت عبر صفحتي على فيسبوك منشوراً انتقدت فيه مشاركة الحزب بالحرب في سوريا، تحت عنوان حماية مقام السيدة زينب وكيف أنهم يوهمون أبناء بيئتهم بأنه لولا مشاركتنا بالحرب لكان المقام استُبيح، لكن يبدو أنهم لا يتحمّلون أي رأي يُخالف وجهة نظرهم، إذ بدأت أتلقى منذ ساعات الصباح رسائل تهديد من أرقام غريبة تتضمّن معلومات عن مكان سكني ومهنتي وأنهم يستطيعون إسكاتي إذا لم تتمكّن عائلتي من ذلك”.
ضربوا شقيقي
كما أضاف “أشخاص من بلدته تواصلوا مع مسؤولين في الحزب من أجل لملمة القضية وعدم تطوّرها، قبل أن أتفاجأ بأن اثنين من حزب الله هما علي يوسف مكّة وداني يوسف مكّة هجما على منزلي وعاثا فيه خراباً، قبل أن يعتديا بالضرب على شقيقي الصغير البالغ من العمر 17 عاماً بينما كنت في بيروت أتابع عملي”.
“لن أعتذر”
إلى ذلك أكد أنه لن يعتذر. وقال “مسؤول المنطقة في حزب الله هدد علانية بأنهم سيعتدون علي بالضرب متى عدت إلى البلدة إن لم أعتذر عن الذي نشرته عبر صفحتي على فيسبوك، وأنا أؤكد أنني لن أعتذر”.
كما أشار إلى أنه رفع دعوى ضد من اعتدوا على شقيقه وتهجّموا على منزله في البلدة، قائلاً إن الإجراءات القانونية ستبدأ اعتباراً من اليوم. وأسف علي “لأن حزب الله يشارك في حرب لا دخل لنا بها وندفع ثمنها من رصيد شباب لبنان“.
نقمة شيعية
إلى ذلك أكد أن “هناك نقمة داخل الوسط الشيعي في لبنان تجاه مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا وعدد القتلى في صفوف الشباب، خصوصاً في معركة إدلب أخيراً”.
يذكر أن وجود حزب الله في سوريا عاد إلى الواجهة مجدداً قبل أيام عبر الاستهداف التركي لمجموعة من مقاتلي الحزب، ما أدى إلى سقوط أكثر من 14 قتيلاً وعدد من الجرحى.