كيف علقت الصحافة العربية على زيارة بومبيو للشرق الأوسط؟
علقت الصحافة العربية على الزيارة التي يجريها وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إلى المنطقة والتي بدأها بالخرطوم ثم سيتوجه إلى البحرين ومنها للإمارات.
وفي وقت سبق أوضح بومبيو أن زيارته هدفها إحلال السلام في الشرق الأوسط. حيث ناقش عدد من الكتاب في الصحافة العربية إمكانية تحقيق السلام سيما عقب اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
صفعة قوية
وتقول جريدة رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها إنه “إذا صحت التقارير الإخبارية التي كشفت أن السيد عبد الله الحمدوك، رئيس الوزراء السوداني، رفض طلبا، أو بالأحرى ضُغوطًا، من قبل مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكي، الزائر للخرطوم بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي … فإنّ الحكومة السودانيّة تكون بهذه الخطوة، وجهت صفعة قوية للحكومة الأمريكية”، وفقًا لموقع (بي بي سي عربي).
وتتابع الافتتاحية: “الفضل في هذا الإنجاز، يعود إلى الشعب السوداني الشقيق، وإلى تحالف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات السلمية التي أطاحت بحكم الرئيس عمر البشير الديكتاتوري الفاسد، فالشعب لم يتوقف عن التظاهر ضد التطبيع الإماراتي”.
وتضيف الجريدة: “بومبيو حمل إلى السودان، المحطة الأولى في جولته الحالية، مقايضة ابتزازية، تقول التطبيع مع إسرائيل مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولكن من الواضح أن السودان العربي المسلم صاحب الإرث التاريخي الوطني المشرف رفض هذه المقايضة، وجعل بومبيو يغادر مطار الخرطوم ذليلا منكسرا وخالي الوفاض، أو هكذا نأمل”.
البحث عن مزيد من التطبيع
وعبر افتتاحية جريدة القدس الفلسطينية، كتبت تحت عنوان “أي سلام هذا الذي يسعى إليه بومبيو؟”، إن بومبيو من خلال زيارته يسعى لعقد مؤتمر سلام إقليمي هدفه البحث عن مزيد من التطبيع للدول التي ستشارك فيه حال انعقاده.
وتمضي الصحيفة بالتأكيد على أن إسرائيل ماضية في سياستها المتعلقة بمزيد من أشكال الضم، عبر تخطيتها لإنشاء منطقة صناعية على أراضي الضفة، مشيرة لقيام المستوطنون بسرقة أراضي المواطنين في الأغوار.
وتضيف القدس إن: “إسرائيل تواصل يوميًا القضاء على كل محاولات أو احتمالات وتوقعات السلام بهذه السياسة وبذلك يكون بومبيو وواشنطن السند الأساسي والقوي لكل هذه الغطرسة الاحتلالية”.
التطبيع من أجل السلام
ويرى حمد الكعبي، عبر جريدة الاتحاد الإماراتية، في مقاله تحت عنوان “مكاسب السلام في مواجهة خسائر الصراع” أن الأوان قد آن لإنهاء الصراعات في المنطقة العربية التي فتكت بها الصراعات طوال العقود الماضية، بسبب الانغلاق والجمود والتشدد في مواقف الدول.
ويشدد على أت الإمارات كانت ولا تزال متمسكة بالسلام، فضلًا عن تمسكها بالحقوق العربية المشروعة في الصراع العربي الإسرائيلي، وأنها مع حق الشعب الفلسطيني.
ويضيف الكعبي بأن الزمن قد تغير والظروف والمصالح، وأن مكاسب السلام لا تقارن بخسائر الصراح، ويزيد: “ولأننا كذلك لم ننظر إلى خلاف سياسي أو تباين في المواقف عندما حل وباء كورونا في العالم، وتوجهت طائراتنا تحمل المساعدات الطبية والإنسانية إلى مختلف دول العالم”.
سقوط القضية الفلسطينية
وتمضي الصحافة العربية في تعليقها على زيارة بومبيو للمنطقة بحثًا عن فرص للتطبيع مع إسرائيل، حيث بقول عبد المنعم سعيد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: “لا تزال عملية السلام في مراحلها الأولى بعد الاختراق الذي حدث بالإعلان الذي أعقبه كثير من الاتصالات الإماراتية-الإسرائيلية، وما هو أكثر من ذلك حول الدولة أو الدول التي سوف تنضم إلى التوجه الجديد في الشرق الأوسط“.
ويبرز الكاتب ما وصفه بـ”حالة الضجيج والعنف اللفظي التي تنتاب الجانب الفلسطيني وحلفائه من جماعة الصمود والتصدي، والمنتفعين بحالة بقاء الصراع على ما هو عليه، حيث الاحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني ليس مستمرا فقط، وإنما يحيطه متغيرات عنيفة تجعل القضية الفلسطينية برمتها تسقط إلى قاع أولويات المنطقة والعالم”.