صحيفة التايمز البريطانية تعلق عن إمكانية تطبيع علاقات السودان وإسرائيل

صحيفة التايمز البريطانية تهتم بقضية تطبيع السودان وإسرائيل المحتمل \ East Confidential
0

ألقت صحيفة التايمز البريطانية الضوء على القضية التي باتت تشغل الرأي العام السوداني والعربي في الأيام القليلة الماضية، والمتعلقة بإمكانية تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، على غرار ما حدث من اتفاق قبل أيام بين الإمارات وإسرائيل.

وجاء تقرير للصحيفة البريطانية بقلم مراسلها في الشرق الأوسط، ريتشارد سبسر، تحت عنوان: “يمكن للسودان أن يحذو حذو الإمارات في إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل”.

تغيير الولاء

صحيفة التايمز البريطانية قالت في تقريرها وفقًا لموقع (بي بي سي عربي) إن السودان بات قريبًا للغاية لأن ينضم إلى الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بتطبيع علاقاته مع إسرائيل، وهو الأمر الذي أكده عدد من المسؤولين الإسرائليين ومسؤول سوداني واحد حتى الآن، لكنه أقيل بسبب تصريحاته المتعلقة بالتطبيع.     

وترى الصحيفة البريطانية أن السوادان قد غير ما اسمته “ولاءاته الجيوسياسية” بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة أنه كان من الدول المقربة لإيران، ومعبرًا هامًا لعملية نقل الأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة.

وتقول إن السودان الآن أصبح ضمن دول المعسكر السعودي الإماراتي، وأحد حلفاء هذا المعسكر بقوة، سيما بعد إرسالة لقوات تشارك في حرب اليمن إلى جانب القوات التابعة للحكومة الشرعية.

مصالح السودان

في شهر فبراير الماضي، أحدث اللقاء الذي تم بين رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحدث صدى كبير للغاية بين مؤيد ومعارض واحتدمت حينها النقاشات وآراء الشارع السوداني حول مسألة التطبيع.

في الوقت الذي خرجت فيه قوى الحرية والتغيير -الحاضنة السياسية للحكومة السودانية- منددة باللقاء الذي تم، مؤكدة على أن قضايا السودان الخارجية هو جانب من اختصاصات رئيس الحكومة عبد الله حمدوك وليس للمجلس السيادي أي حق للتدخل.

ومضى تقرير صحيفة التايمز البريطانية في قوله، إن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، حيدر بدوي صادق، أشار إلى أن تطبيع الخرطوم وتل أبيب يمكن ان يتم في القريب بقوله لمحطة تلفزيونية مقرها الإمارات، إن الإمارات كانت “شجاعة” باتفاقها الذي تم مع الجانب الإسرائيلي.

وقال بدوي إن السودان يتطلع إلى اتفاق سلام مشابه “لعلاقة أنداد مبنية على مصالح الخرطوم”.

السودان ينفي

ويؤكد تقرير الصحيفة البريطانية، أن تصريحات الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، جاءت قبل الوقت المناسب، بدليل أن مجلس الوزراء السوداني نفى حدوث أي مناقشات تتعلق بالطبيع، وتتم بعدها إقالة بدوي.

وقال بيان تم توزيعه لاحقا باسمه إنه كان يتحدث بشكل مرتجل بعد أن فشلت الحكومة في تأكيد أو نفي المحادثات مع إسرائيل.

بدوره تلقف نتيناهو تصريحات البدوي بسرعة، وقال: “يرحب رئيس الوزراء نتنياهو بموقف وزارة الخارجية السودانية الذي يعكس القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين”.

وأضاف نتنياهو في تغريدة له :” “إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام وتستطيع أن تبني معًا مستقبلا أفضل لجميع شعوب المنطقة. سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة”.

خطوة أقرب للمغامرة

وكان رئيس حزب “الإصلاح الآن” السوداني، غازي صلاح الدين، قد اعتبر ف وقت سابق، أن لقاء البرهان بنتنياهو بمثابة الخطوة الأقرب إلى المغامرة منها إلى المؤامرة، مشيرًا إلى أن القول المتداول بأن عملية التطبيع مع إسرائيل من شأنها أن تضع حلاً لمشكالات السودان، بمثابة الزعم الذي يحتاج إلى دليل.

وقال صلاح الدين، في حوارٍ أجراه، مع موقع (الجزيرة نت) إن تجارب التطبيع التي شهدناها حتى الآن مع عديد من البلدان النامية لم تنعكس إيجابًا على تلك البلدان.

وقال إن الاستعانة بإسرائيل حتى تتم إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لن يحدث، وذلك بسبب نظرة إسرائيل إلى جيرانها التي لن تتغير، وستظل علاقة تل أبيب مع جيرانها علاقة حرجة ومأزومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.